منذ سنوات طويلة والعمل جاري على تطوير نماذج للسيارات الطائرة، وتوجد العديد من المؤشرات على أننا نقترب فعلياً من بدأ استخدام هذا النوع من المركبات، والذي قد يواجه بعض العقبات في البداية، لكن بمجرد ظهوره وخلال سنوات قليلة ستكون متاحة وفي متناول اليد، رغم أنها حالها حال بقية الأشياء، ستكون متاحة أولاً لمن سيتمكن على دفع ثمنها من المال، وربما تكون متاحة للأثرياء فقط في بداياتها، لكن الحقيقة المؤكدة، أنها ستكون متاحة وفي متناول الجميع في نهاية المطاف في المستقبل.
ففي خبر نشرته البي بي سي البريطانية، عن تدشين شركة “بال-في” الهولندية، التي تسعى لبيع سيارات طائرة، قواعد لها في مدينتي كوفنتري وأوكسفورد بالمملكة المتحدة. وتخطط الشركة الهولندية لتقديم عمليات تدريب للطيارين المحتملين في تلك القواعد، بعد اجتياز المراحل النهائية من الاختبارات وتأمين التراخيص. وستبلغ تكلفة السيارة الطائرة “بال-في ليبرتي” نحو 314 ألف دولار، وتطمح الشركة المصنعة في أن تبدأ عمليات بيع هذا الطراز في وقت لاحق من العام 2022. وأكد أحد مدراء الشركة إنهم يعكفون على تصنيع السيارة الطائرة منذ 12 عاما، مضيفا: “أن الأمر بات وشيكا للغاية”. حيث حصلت الشركة بالفعل على ترخيص باستخدام المركبة على الطرق، لكنها لم تحصل بعد على ترخيص باستخدامها في السماء. ويمكن للمركبة أن تتحول من طائرة خفيفة إلى سيارة في غضون 10 دقائق، وسيحتاج السائقون إلى رخصة طيران حتى يتمكنوا من قيادتها في الجو. وفي حالة السير على الطرق، يمكن للمركبة ليبرتي أن تقطع مسافة 159 كيلومترا في الساعة. أما في حالة الطيران، فإن ليبرتي كطائرة دوّارة، تستطيع أن تقطع مسافة 180 كيلومترا في الساعة.
وفي تقرير سابق للبي بي سي يعود للعام 2021، كشفت عن نموذج سيارة طائرة أخرى (آير كار)، مزودة بمحرك بي إم دبليو، وتعمل بالبنزين العادي. طارت لمسافة 1000 كيلومتر، وحلقت على ارتفاع 8200 قدم، بمعدل 40 ساعة. واستغرقت المركبة دقيقتين و15 ثانية للتحول من سيارة إلى طائرة، بحسب مصممها.
أما شركة هيونداي وعلى لسان رئيسها التنفيذي في أوربا، مايكل كول،قال: إن فكرة السيارات الطائرة “جزء من مستقبلنا”. وكانت شركة مورغان ستانلي الاستشارية تنبأت في عام 2019، بأن تبلغ القيمة السوقية لهذا القطاع 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2040. ومتوقع ان تشكل السيارات الطائرة حلاً لمشكلة الضغط الذي تتعرض له البنية التحتية لقطاع النقل، والذي مؤكد أنه يتزايد وسيكون أسوء في المستقبل، إذا لم توجد له حلول عملية.
وقالت شركة “كلاين فيجن” التي قدمت نموذجها التجريبي (آير كار)، أنه تطلب سنتين لتطويره، وكلّف أقل من مليوني يورو. وأكدت الشركة في وقتها بأن هناك 40 ألف طلب على سيارات طائرة في الولايات المتحدة وحدها. وتستهدف الشركة في مبيعاتها السيارات الطائرة الخصوصي وللأجرة.
ووصف ستيفن رايت، أحد كبار الباحثين في مجال الطيران بجامعة ويست أوف إنغلاند، سيارة “آير كار” الطائرة بأنها نتيجة تزاوج بين السيارة بوغاتي فايرون والطائرة سيسنا 172. ولم يتوقع أن تصدر المركبة الجديدة ضجة عالية أو أن تكون مكلفة جدا في استهلاكها للوقود، مقارنة بالطائرات الأخرى. وقال “على أن أعترف أنها تبدو جذابة، لكن لدي 100 سؤال حول مسيرتها العملية، فبإمكان أي شخص أن يصنع طائرة لكن المهم أن تستطيع أن تطير لمسافات طويلة ولمليون ساعة وعلى متنها شخص بدون حوادث”. وأضاف “أتطلع لرؤية شهادة بأن هذه المركبة آمنة للطيران والبيع”.