شهدت رومانيا الواقعة في شرق أوربا تطوراً ملحوظاً في شتى المجالات الخدمية منذ انظمامها للإتحاد الأوربي عام 2007 ، حيث تزايدت فيها الإستثمارات الأجنبية في قطاع صناعة السياحة ( الإتحاد الأوربي – ومستثمرين أجانب من الشرق الأوسط وأسيا).
توزعت إستثمارات صندوق التمويل الاوربي في رومانيا على تنمية الريف الروماني والذي يشغل نسبة كبيرة من مساحة رومانيا ، لرفع مستواه من الريف الزراعي إلى الريف السياحي من خلال تمويل المواطنيين المحليين لاقامة مشاريعهم الخاصة ببناء ( البنسيونات – وهي نظام للاقامة المؤقته لاستقبال السائحين والزائرين يقدم خدمات فندقية يتم تصنيفها سياحياً بالورود كما تصنف الفنادق بالنجوم / المطاعم والبارات ومحطات التزود بالوقود التابعة لشركات أجنبية عالمية التي توفر استراحات عالية الجودة بخدماتها طوال الوقت وهي منتشرة على الطرق الخارجية بين المدن والارياف / الأكواخ السياحية التي تنتشر بالمناطق الجبلية ) كذلك يمول الصندوق الاوربي إنشاء وفتح طرق جديدة وترميم الطرق القديمة في المناطق الريفية والجبلية للوصول بسهولة وأمان إلى مناطق الطبيعة الخلابة والمواقع السياحية مثل الكهوف والمغارات والمرتفعات وقمم الجبال العالية التي يمكن الصعود إليها بالسيارات الخاصة أو الباصات السياحية كذلك بالتلفريكات التي يفضلها كثير من السائحين! .
لم يقتصر التمويل الأوربي على المناطق الريفية والجبلية إنما شمل المدن وأطرافها ، حيث يتم إنشاء مايعرف بالـ Old Town / Historical Centre أو تطوير وتجديد الموجودة أصلاً على طرازها التأريخي القديم ليُبين ويُعرف السائحين والزائرين الأجانب والمحليين بتأريخ المكان وسكانه المحليين ، فيكون أكثر جمالاً ورقي وجذباً للسائحين . أصبحت كل مدينة رومانية فيها مركزاً قديم أو تأريخي يكتظ بالمطاعم والفنادق والبارات والنوادي الليلية والمحلات والاسواق والمقاهي تنتشر في شوارعها الجميلة مظاهر الاحتفالات والمهرجانات التي تقيمها أو تدعمها إدارات البلديات المحلية أو العزف والغناء الذي يؤديه أفراد موهوبين فيما يقومون به في أزقة وشوارع صممت بشكل جذاب فصارت وجهة سياحية بأمتياز! لمحبي المدن العريقة والثقافة والترفيه!، ولا ننسى أن نذكر أبرز المدن الرومانية التي أشتهرت مراكزها القديمة و التأريخية بالجمال والرقي والحضارة والتأريخ الطويل الذي مر على أبنيتها وكنائسها ومنازلها والاساطير التي قيلت عن أزقتها وشوارعها وحملت الكثير من الاثارة والمغامرة! التي تستحق عناء السفر إليها! وهي : ( بوخارست – براشوف – سيبيو – سيغيشوارا –تيميشوارا – كونستانسا-كونستانسا ).
دعنا نحدد لك الان الاسباب التي من شأنها ان تجعل رومانيا وجهتك السياحية الافضل وهو عنوان المقال! :
-
رخص التكاليف : بعض السائحين لا يفضلون رحلة منخفضة التكاليف على حساب الجودة، وأنا أؤيدهم بذلك تماماً ، ولكن في رومانيا أصبح بمقدورك الحصول على رحلات سياحية ممتعة ومثيرة حقاً بتكاليف منخفضة وجودة عالية! ، وهذه حقيقة عليك تجربتها بنفسك!. فرومانيا بلد سياحي بأمتياز من حيث الطبيعة والتأريخ والحضارة والاساطير فهي بلد غني بكل تلك الاشياء التي سوف تجعلها على قائمة البلدان المفضلة لديك! ، كذلك خدماتها السياحية التي تشهد تطوراً بأستمرار ويمكن لنا نحن في قطاع صناعة السياحة الروماني ملاحظته طوال العام!.
-
رومانيا السياحية : عندما نستعرض لك خارطة رومانيا ستجد ان اسبوعاً واحداً لزيارة كل مناطق رومانيا السياحية لا يكفي إطلاقاً ، فهي بلد مترامي الاطراف ، وهذا الأمر يعطي ميزة حقيقة لصناع السياحة في رومانيا في تصميم العديد من البرامج السياحية المتميزة ،خاصة وان رومانيا بلد سياحي طوال فصول السنة ( 4 فصول/ السياحة الربيعية – الصيفية – الخريفية – الشتوية ) ، فرومانيا من الدول المطلة مباشرة على البحر الأسود (جنوب شرق رومانيا ) حيث تنتشر في مدينة كونستانسا المنتجعات والشاليهات السياحية والفنادق المطلة على البحر الاسود ، تشهد تلك المناطق سنوياً في فترات الصيف زخماً من السائحين الاجانب من مختلف دول العالم والمحليين ايضاً ، الذين يفضلون السياحة الساحلية بمختلف خدماتها . كذلك يخترق نهر الدانوب العظيم رومانيا بشكل رائع ( جنوب غرب رومانيا ) وتنتشر في تلك المناطق الفنادق والبنسيونات والفلل وتنتشر فيها الرحلات النهرية في نهر الدانوب ولها أجواء رائعة يأتيها السائحون من مختلف الجنسيات . كما ان وسط رومانيا وشماله صعوداً إلى أقصى الشمال مناطق الارياف والجبال والبحيرات الساحرة وأقليم ترانسلفانيا التأريخي ، تلك المناطق هي مزيج مثير وغني من جمال الطبيعة الساحرة وتأريخ يعود لمئات السنين مليئ باحداث واساطير وحكايات تركت بصمات وأرث قائم حتى يومنا هذا على قلاع وحصون وقصور وكنائس وكهوف ومغارات ، فمناطق الشمال والغرب مليئة بعشرات ومئات الشواهد التأريخية ونذكر أبرزها قلعة دراكولا في منطقة بران ، حصن رشنوف التأريخي في منطقة رشنوف ، قلعة هونيدوارا ( كورفينيلور ) ، قصر بيلش في سينايا للملك كارول الاول ، الكنيسة السوداء في براشوف ، وغيرها مئات المواقع السياحية المثيرة!. التي سنأتي على ذكرها في مقالات اخرى ولكن كي لا نطيل عليك ونعود إلى موضوعنا الرئيسي ونكمل..
-
جودة خدمات عالية : تصلنا العديد من الاستفسارات والاسئلة من السائحين والمهتمين باستكشاف بلدان جديدة للسياحة ، وتركزت بعضها على مستوى جودة الخدمات المتوفرة للسائحين في رومانيا . على مستوى التصنيف السياحي لخدمات الفنادق معظم الفنادق تبدأ من 3 نجوم وتوجد فنادق 2 نجوم بنسب أقل ، وصولاً لفنادق 5 نجوم وخدمات ممتازة سواء على مستوى النظافة وراحة السائح وسرعة توفير الخدمة المطلوبة من قبل السائح حرصاً على إرضاءه ، كذلك توجد البنسيونات والاكواخ السياحية والشقق الفندقية والفلل فضلاً عن المنتجعات السياحية والعلاجية . شهدت رومانيا منذ سنوات وبشكل مستمر تطوراً في مستوى تأهيل الكوادر العاملة في قطاع السياحة وفق معايير أوربية فأصبحت مراكز التأهيل للكوادر المنتشرة في رومانيا تعد الكوادر في مختلف مجالات العمل السياحي ( وكالات سياحية – فنادق – مطاعم – مرشدين سياحين – إدارة مرافق سياحية ..ألخ ) على مستوى يأهلهم العمل في قطاع السياحة في رومانيا ودول الاتحاد الاوربي الاخرى ايضاً وصارت شهادات تلك المراكز تُمنح على المستوى الاوربي وليس الروماني فقط!.
-
تعامل السكان المحليين ولغات التواصل مع السائح الأجنبي : دعنا نخبرك أن هذه النقطة بأمكانك من الان إعتبارها من النقاط الإيجابية التي تضيفها إلى ما ذكرناه لك حتى الان عن رومانيا . فالشعب الروماني من الشعوب المسالمة رغم ما يُروج عن غجر رومانيا من مبالغات كبيرة ، نضمن لك أن ما تسمعه سلباً عن الشعب الروماني لا صحة له على الاطلاق ، فهم من الشعوب الاوربية المسالمة لا ينقلون أي مشكلة قد تحدث بين شخصين إلى شجار وعراك على الاطلاق ، فطبيعة الانسان الروماني مسالم جداً ، لا شراسه لديهم بما فيهم الغجر ، وإذا تشاجر شخصان على أمر كبير فأقصى ما يقومان به هو رفع الاصوات على بعضهما البعض لثوان وينتهي كل شيئ ! كأن أمر لم يكن من الاساس!.
-
من الأمور الجيدة عند الرومان ايضاً ، لا توجد عنصرية لديهم تجاه الأجنبي ، أي كانت جنسيته أو ديانته ، وهم من الشعوب الشغوفة بالتواصل مع الاجانب والتعرف على ثقافاتهم ولغاتهم وعاداتهم ، فتلك من الأمور التي يعتبرون الاطلاع عليها إضافة لثقافاتهم العامة . فتجدهم يسرون جداً عندما يتحدثون مع شخص أجنبي يحاولون إلتقاط كلمات بلغته الام وتعلم جمل السلام والتحية للتواصل معه بها كتعبير عن الصداقة واللطافة ، كذلك تجدهم يرتادون المطاعم الشرقية والاسيوية المنتشرة في المدن الرومانية لتذوق اطباقها الشهية والتعرف على مطابخ أجنبية غريبة عنهم! . كما انهم من الشعوب المُحبة لتعلم اللغات الاجنبية ، فتجد إنتشاراً واسعاً لمراكز تعلم اللغات الاجنبية واقبالاً عليها ومنها اللغات ( الانكليزية – التركية – الصينية – العربية وغيرها).