Site icon مجلة جي فوكس الدولية

تحضيرات الحرب السيبرانية: سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي

في دراسة منشورة في مجلة (Geopolitica) للدكتور أليودور مانوليا، عالم روماني في علم الباراسيكولوجي في مجال الامن والدفاع، استعرض سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية والأمنية والاجتماعية، بين الدول الكبرى.

 ويقول مانوليا: بدأ سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي A.I. في المجال العسكري، خلال العقد الأول من القرن الحالي، بين اللاعبين الرئيسيين وهم كلا من (روسيا، الصين، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا العظمى، إسرائيل، كوريا الجنوبية).

الاتحاد الروسي

في عام 2017 قال الرئيس فلاديمير بوتين:”الذكاء الاصطناعي هو المستقبل، ليس فقط لروسيا، ولكن للبشرية جمعاء. ومن يقود هذا المجال سيصبح زعيماً للعالم “. بينما صرح الجنرال فيكتور بونداريف القائد العام للقوات الجوية الروسية قائلاً: “أنه منذ فبراير 2017، بدأت روسيا العمل على صواريخ موجهة بالذكاء الاصطناعي، يمكنها اتخاذ قرار تغيير الأهداف أثناء تحليقها.  وألقى الرئيس بوتين خلال حضوره إلى MosAeroShow (MAKS-2017)، في مدينة جوكوفسكي، خطابًا ذكر فيه أن روسيا تطور صواريخ مزودة بتكنلوجيا الذكاء الاصطناعي، تمنحها درجة عالية من الاستقلالية في اتخاذ القرار التكتيكي لأصابتها الأهداف.

وفي رده على تصريحات الرئيس بوتين تلك، حذر أليون ماسك (الرئيس التنفيذي لشركة تسلا) من خطورة تصريحات الرئيس الروسي وتقارير تحدثت عن استخدامات عسكرية محتملة للذكاء الاصطناعي من جانب روسيا، في مشاريع تساعد على قيادة طائرات مقاتلة بدون طيار من مجموعة Kronstadt في سانت بطرسبرغ، ومشاريع الصواريخ الأخرى لشركة Tactical Missiles Corporation ووحدة القتال الكلاشينكوف باستخدام الشبكات العصبية.

في مايو 2017، صرح الرئيس التنفيذي لشركة Kronstadt Group الروسية، وهي شركة مقاولات دفاعية، عن وجود أنظمة مزودة بالذكاء الاصطناعي، توفر وسائل لمجموعات الطائرات بدون طيار، بإمكانها تنفيذ مهاماً مستقلة، يتفاعلون ويتشاركون المهام مع بعضهم البعض. مضيفاً: “أنه لا مفر من أن تحلق أسراب من الطائرات بدون طيار يومًا ما فوق ساحات القتال”.

لقد اختبر الاتحاد الروسي العديد من أنظمة القتال المستقلة وشبه المستقلة، ويمكن الإشارة إلى نموذج قتالي من طراز كلاشينكوف “الشبكة العصبية” الذي يمكنه اتخاذ قرارات الاستهداف الخاصة به دون تدخل بشري. اسم آخر مشهور في مجال صناعات الأسلحة الروسية، Degtyarev، الذي صمم دبابة آلية شبحية تسمى Nerekhta، والتي صممت خصيصاً لتقوم بمهمة عبور ساحة المعركة والاقتراب من الهدف، ثم تنفجر لتدمير تحصينات العدو أو معداته العسكرية.

بالإضافة إلى ذلك، قام مقاول الدفاع الروسي JSC 766 UPTK بتطوير دبابة Uran-9 المستقلة، والتي يتم تشغيلها إما عن بُعد أو بشكل مستقل لتحديد واكتشاف وتتبع واستهداف الأعداء تلقائيًا ويمكن استخدام التحويلات لتجنب العقبات خلال عملها، وقد تم اختباره في ظروف قتالية في سوريا، وبعد ذلك يمكن ترقيته بشكل فعال. ومن المثير للاهتمام أن الحكومة الروسية رفضت بشدة أي حظر على أنظمة الأسلحة الفتاكة ذاتية التشغيل، مما يشير إلى إمكانية تجاهل مثل هذا الحظر.

الصين

ورد في تقرير صادر عن مركز الأمن الأمريكي الجديد في فبراير / شباط 2019 بقلم غريغوري سي آلن ما يلي: “تعتبر قيادة الصين، بما في ذلك الرئيس شي جين بينغ، نفسها في طليعة الذكاء الاصطناعي، وإنه ضروري لمستقبل المنافسة العالمية على القوة العسكرية والاقتصادية “. يذكر نفس التقرير أن المسؤولين العسكريين الصينيين يهدفون إلى دمج الذكاء الاصطناعي في الجيش “لسد الفجوة بين الجيش الصيني والقوى المتقدمة العالمية”.

نظرًا للروابط الوثيقة بين وادي السيليكون والصين وحقيقة أن الباحثين الأمريكيين منفتحون بشأن الوصول إلى نتائج البحث من قبل المجتمع العلمي حول تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تمكنت الصين من الوصول إليها. جدير بالذكر ان بين إنجازات الصناعة الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي هو (بايدو). تهدف بكين من خلال خارطة طريق 2017 إلى امتلاك صناعة ذكاء اصطناعي بحلول عام 2030 بقيمة 150 مليار دولار. ونشرت صحيفة The Japan Times تقول ان الصين أنفقت قرابة سبع مليارات دولار على الاستثمارات الخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي خلال العام2018.

الولايات المتحدة الأمريكية

وسط مخاوف بشأن التغييرات في بيئة الأمن الدولي وحقيقة أن الاتحاد الروسي والصين يزيدان بشكل كبير من الاستثمار في تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، فإن الولايات المتحدة زادت استثمارات وزارة الدفاع في الذكاء الاصطناعي من 5.6 مليار دولار في عام 2011 إلى 7.4 مليار دولار في عام 2016. حيث صرح تشاك هاجل، وزير الدفاع السابق، منذ عام 2014 أن الجيل التالي من الحرب سيتم تحديده من خلال الذكاء الاصطناعي (A.I.). وفقًا لصحيفة Japan Times The، في عام 2018، كان الاستثمار الخاص في الذكاء الاصطناعي، حوالي 70 مليار دولار في السنة، مع وجود العديد من البرامج القتالية العسكرية الأمريكية.

في فبراير عام 2019 قال الجنرال جاك شاناهان، مدير المركز المشترك للذكاء الاصطناعي التابع لوزارة الدفاع الأمريكية، إن تعزيز الأمن القومي وزيادة ازدهار المجتمع الأمريكي يتحققان أيضًا من خلال الأمر الرئاسي للحفاظ على التفوق الأمريكي في الولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بعد يوم واحد فقط أقرت الولايات المتحدة استراتيجية وطنية دفاعية في مجال الذكاء الاصطناعي لضمان التفوق الأمريكي. شرحت وزارة الدفاع الامريكية المبادئ الأخلاقية التي يجب مراعاتها عند استخدام أسلحة الذكاء الاصطناعي، فيما يتعلق بالبرنامج الآلي لنظام الاستهداف والفتك المتقدم (ATLAS) الذي من شأنه أن يسمح للمركبات القتالية البرية بالقدرة على “اكتساب الأهداف وتحديدها والاشتباك معها على الأقل ثلاث مرات أسرع من العملية اليدوية التقليدية” أشارت وزارة الدفاع بشكل غامض فيما يتعلق بتعريف نظام الأسلحة المستقل.

المملكة المتحدة البريطانية

في عام 2015، عارضت الحكومة البريطانية فرض حظر على الأسلحة الفتاكة المستقلة، قائلة إن “القانون الإنساني الدولي يوفر بالفعل تنظيمًا كافيًا في هذا الخصوص”، لكن جميع الأسلحة التي تستخدمها القوات المسلحة البريطانية ستكون “تحت إشراف وسيطرة بشرية”.

يقول المارشال في القوة الجوية الملكية البريطانية فيليب أوسبورن:”التطبيق القوي للتعلم الذاتي والذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية لعمليات الطيف الكامل (full-spectrum operations) من المرجح أن يكون مدمرًا للحرب الحديثة كما كانت القوة الجوية منذ حوالي 100 عام. “وبحسب صحيفة الجارديان وDrone Wars UK تدعم وزارة الدفاع البريطانية ماليًا عشرات البرامج البحثية لإنشاء “الروبوتات القتالية”، “واستخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأسلحة الاستراتيجية، تكنولوجيا الطائرات بدون طيار المستقلة ومزجهم في آلة قتال عالية الأداء “. فضلاً عن تطوير الجيل الجديد من الأسلحة على منصات بحثية لبعض المؤسسات التعليمية المعروفة في البلاد.

إسرائيل

“هاربي” هي طائرة بدون طيار مضادة للرادار تم تطويرها في إسرائيل من قبل شركة (صناعات الفضاء الإسرائيلية – Harpy) هو سلاح “أطلق وانسى” قائم بذاته ، يتم إطلاقه من مركبة أرضية خلف الجبهة ، يقوم بمهام الكشف والهجوم وتدمير محطات رادار العدو. تحلق الطائرات بدون طيار ليلًا أو نهارًا فوق منطقة محددة مسبقًا للعثور على الرادار الذي يطابق المعايير المحددة مسبقًا وتدميره.

كوريا الجنوبية

مثال على التسلح المستقل المزود بالذكاء الاصطناعي هو تطوير مدفع رشاش “Super Egis II” في كوريا الجنوبية يمكنه تحديد وتعقب وتدمير هدف متحرك على مسافة أربع كيلومترات. قالت شركة DoDAAM، وهي شركة تصنيع كورية جنوبية، من خلال رئيسها التنفيذي Myung Kwang Chang، “أسلحتنا لا تنام بالطريقة التي ينبغي أن ينام بها الناس، يمكنها الرؤية في الظلام، بينما لا يستطيع الناس ذلك. لذلك، تتجاوز تقنيتنا الفجوات في القدرات البشرية ونريد أن نصل إلى النقطة التي يمكن لبرنامجنا أن يميز فيها ما إذا كان الهدف صديقًا، أو عدوًا، أو مدنيًا، أو عسكريًا “.

الاتحاد الأوروبي

في أبريل 2018، التزمت 24 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي مع مملكة النرويج، ولكن بدون رومانيا، “بالتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي”، بحيث تبنت المفوضية الأوروبية “التواصل حول الذكاء الاصطناعي” ، بعد أن أصبحت قادرة على المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي. يقول بيان المفوضية الأوروبية إن الاتحاد سيعمل على “أن يصبح منافسًا في مجال الذكاء الاصطناعي” بحيث “لا يتخلف أحد عن الركب في عصر التحول الرقمي” و “إسناد التقنيات الجديدة إلى القيم الأوروبية”. أولوية البحث والتطوير في الاتحاد الأوروبي في مجال الذكاء الاصطناعي. يهدف إلى تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من التكيف مع الذكاء الاصطناعي. والأهم من ذلك، اعتماد هذه التقنيات، ويفترض الاتحاد الأوروبي زيادة ميزانيات الذكاء الاصطناعي. بتمويل من الصناديق الأوروبية.

في ديسمبر 2018، اقترحت خطة تعزيز تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي في الدول الأعضاء والمرتبطة بالاتحاد استراتيجيات وطنية وشراكة جديدة بين القطاعين العام والخاص في هذا المجال، وإنشاء قاعدة بيانات مشتركة وتنسيق الموارد المالية لإجراء استثمارات عامة وخاصة لا تقل عن 20 مليار يورو بنهاية عام 2020.

كندا

خلال العام 2017 بلغت الميزانية الكندية المخصصة لاستراتيجية الذكاء الاصطناعي الكندية CIFAR، قيمة 125 مليون دولار أمريكي، وهي الأولى من نوعها. وفي سبيل انجاحها فقد تم إنشاء شراكة بين معهد ألبرتا للذكاء الآلي (AMII) في إدمونتون، وميلا في مونتريال ومعهد فيكتور في تورنتو ككيانات علمية تم إنشاؤها حديثًا. على الرغم من أن سياسة الدفاع الكندية تنص على أنه سيتم الحفاظ على المشاركة البشرية الكافية في استخدام القدرات العسكرية الفتاكة، إلا أن المصطلحات ليست محددة بوضوح ولم يُذكر أنه قد تكون هناك حالات لا يكون فيها التدخل البشري ضروريًا.

في تعليقه على مقال علمي تم نشره في مجلة كندية ” MIT Technology Review”، تسائل الروسي بيتر جروموف: “هل توجد قنوات اتصال بصرية في الدماغ؟”. دعونا نرى ذلك الأمر، حيث أكد علماء في جامعة كالجاري بكندا أن الدماغ البشري قادر على إنتاج الفوتونات واكتشفوا نظيرًا من الألياف الضوئية يتم من خلاله نقل هذه الإشارات. يتكون ما يسمى بالفوتونات الحيوية في الدماغ والأعضاء الأخرى أثناء انهيار أنواع معينة من الجزيئات في حالة الإثارة. وفي سياق ذلك، تم اثبات إمكانية انتاج فوتونات حيوية في دماغ الثدييات بحدود 200 – 1300 (نانومتر)،عندما تنتج خلايا الدماغ فوتونات تحتوي على معلومات، يمكن أن تنتقل عبر دليل موجي، مثل الألياف الضوئية. اكتشف العلماء الكنديون أن المحاور التي يبلغ طولها حوالي 2 مم يمكنها نقل ما بين 46٪ -96٪ من الفوتونات الحيوية المسجلة عند الإدخال، لكن يُشار إلى أن الفوتونات يمكن أن تنتشر في كلا الاتجاهين: الداخل إلى الخارج / الخارج للداخل. إذا تم إنتاج الفوتونات الحيوية في دماغ أحد الثدييات الصغيرة بمعدل فوتون واحد / خلية عصبية / دقيقة، في البشر، مع عدد من الخلايا العصبية يبلغ 1011، فسيتم إنتاج أكثر من مليار فوتون في الثانية. يقول العديد من الباحثين في الذكاء الاصطناعي ان المبادئ التوجيهية في التفكير العلمي حول هذه القضايا تشير إلى حقيقة أن الفوتونات هي ناقلات جيدة للمعلومات الكمومية، واستناداً على ذلك، تم افتراض أن العمليات الكمومية قد تكون وراء بعض العمليات الأكثر غموضًا في الدماغ، والتي تتعلق على الأقل، بالوعي نفسه.

في وقت مبكر من عام 2007، أظهر بعض المؤلفين أن التسجيلات الفيزيولوجية الكهربية في البشر والحيوانات، يتم تعديلها عن طريق الأنشطة المتذبذبة في عدة نطاقات تردد. لا يُعرف الكثير عن كيفية تفاعل التذبذبات في نطاقات التردد المختلفة. تظهر الاكتشافات الحديثة المتعلقة بالقشرة المخية الحديثة للإنسان أن قوة تذبذبات جاما السريعة (30-150 هرتز) يتم تعديلها من خلال مرحلة التذبذبات البطيئة (5-8 هرتز). نظرًا لأن هذا الاقتران يعكس تفاعلًا محددًا بين مجموعات كبيرة من الخلايا العصبية، فمن المحتمل أن يكون لذلك آثار عميقة على المعالجة العصبية.

مشروع “النيرونت” في سياق مبادرة التكنولوجيا الوطنية الروسية

في عام 2014، الرئيس الروسي يقول: “بناءً على التوقعات طويلة المدى، نحتاج إلى فهم التحديات التي تواجهها روسيا في السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة، وما هي الحلول المتقدمة التي ستكون مطلوبة لضمان الأمن القومي ، وجودة حياة بشرية عالية، وتطويرها بشكل جديد في سياق القطاعات التكنولوجية “.

في حديث لنائب رئيس الأكاديمية الروسية للعلوم أشار فيه إلى الغرض من المبادرة التكنلوجية الوطنية الروسية (INTI)، قائلاً: ” لضمان المساواة التكنولوجية العالمية بين روسيا والدول التي تهيمن على سوق الابتكار التكنولوجي، تم اقتراح (في عام 2016) أنه في غضون 5-7 سنوات حل مشكلة استبدال الواردات، وفي 20-30 سنة القادمة يتم الانتقال إلى هيكل تكنولوجي جديد للاقتصاد المحلي، من أجل تجديد وتطوير برامج الدولة “استبدال الاستيراد – 2020” و “تكافؤ التقنية – 2030”. بعبارة أخرى، تهدف روسيا في العشرين عامًا القادمة إلى أن تصبح أساس الاقتصاد العالمي، على أساس المبادرة التكنولوجية الوطنية كبرنامج دولة موحد يتضمن تدابير لدعم التنمية الصناعية في المجالات الرئيسية. أيضاً، في عام 2007 تم تحديد سياسة الدولة الروسية بشأن معالجة نظام الابتكار الوطني، عندما أعلن الرئيس بوتين ان خطة التطوير والإنتاج عالية التقنية ستقوم بها شركات حكومية مثل: (united aircraft corporation, united shipbulding corporation, Rusnano. استجابة لمنصات التكنولوجيا التابعة للاتحاد الأوروبي، التي مولت برنامج البحث والتطوير التكنولوجي، تمت الموافقة على قائمة تضم 27 منصة تقنية بموجب قرار اللجنة الحكومية الروسية المعنية بالتكنولوجيا المتقدمة والابتكار في أبريل 2011، كمشروع فيدرالي ضمن ميزانية العام 2016، ورصدت الحكومة مبلغ 10 مليار روبل لتنفيذ المشروع.

تعد NeuroNet أحد الأسواق الرئيسية التي تم اختيارها للتطوير كجزء من مبادرة التكنولوجيا الوطنية الروسية (التي تأسست في 20 ديسمبر 2016). في هندسة نيرو نت ( NeuroWeb, Brainet) أو Web 4.0، والتي هي إحدى المراحل المفترضة لتطوير شبكة الويب العالمية، حيث يعتمد تفاعل المشاركين، البشر والحيوانات والوكلاء الأذكياء، على الاتصالات العصبية، ومن المتوقع أن يحل محل الويب 3.0، خلال الأعوام 2030-2040. وفي إطار تطوير المبادرة، تم اختيار تسعة أسواق رئيسية.

اسم السوق:النيرونت ( NeuroNet).

الاتجاه: الاتصالات العصبية.

قادة الفريق: أندريه إيفاشينكو، رئيس مجلس الإدارة، مركز هيمرار للتكنولوجيا العالية، غريغوري تروبنيكوف، النائب الأول لوزير العلوم والتعليم العالي في الاتحاد الروسي.

المهام والتقنيات: تطوير الاتصالات بين الإنسان والآلة بناءً على التطورات الحاصلة في التكنولوجيا العصبية وزيادة إنتاجية أنظمة الإنسان والآلة، وزيادة إنتاجية العمليات العقلية والتفكير. رسم خرائط الدماغ، وإنشاء جيل جديد من شبكة الويب العالمية يعتمد على واجهات الحاسوب العصبي.

خارطة الطريق: تمت الموافقة عليها في 24.06.2016، من قبل هيئة رئاسة المجلس الرئاسي لتحديث الاقتصاد الروسي والتنمية المبتكرة. وتمت الموافقة على خطة عمل “خارطة الطريق”، التي تنص على تحسين التشريعات وإزالة الحواجز الإدارية لضمان تنفيذ مبادرة التكنولوجيا الوطنية في منطقة NeuroNet، بأمر من الحكومة الروسية في 30 مارس 2018.

اتصالات الأدمغة البشرية:

هناك اتجاهان رئيسيان في الاتصال يمكن إجراؤه بين الدماغ، تشير أولى الاتجاهات الرئيسية إلى ما يسمى بالدماغ العالمي، وهو يعني ان تكون الأدمغة المستقلة مترابطة، ويمكنها ذلك الترابط من المشاركة شبه اللحظية للتجارب العقلانية والعاطفية الخاصة، وتقاسم المعرفة بشكل عام. جذور مفهوم روسيا حيال شبكة نيرونت ( Neuro Net)، ممتدة لعقود طويلة من الزمن، ومن تلك الأسس نذكر ما أشار إليه ويليام أشبي (1956) بإمكانية زيادة الذكاء البشري، وجوزيف ليكليدر (1960)، ودوغلاس إنجلبارت (1962)، اللذان يعتبران القشرة الخارجية بمثابة نظام خارجي للإنسان يستخدم في معالجة المعلومات. أما مصطلح واجهة الحاسوب العصبي فهو يُنسب إلى Jacques J. Vidal (1973)، وفي عام 1998 قامت جامعة Emory في أتلانتا – الولايات المتحدة الأمريكية بتطبيق مثل هذه الواجهة على مريض.

في الحديث عن الاتجاه الثاني، نود الإشارة إلى ان الحديث عن احتمال وجود عقل عالمي، يعود إلى فكرة موجودة في مجموعة قصص قصيرة لهربرت ويلز ” دماغ العالم”(1936-1938)، لكن قيام بيير تيلار دي شاردان بتطوير فكرة ادوارد ليروي عن ” noosphere” والتي أخرجها في عمل ” ظاهرة إنسان” (1938 – 1940)، أوجد مفهوم نقطة أوميغا، وتنص على انها لحظة ينتقل فيها الوعي البشري بأكمله إلى وعي أعلى.  يعرّف بيير تيلارد دي شاردان نقطة الأوميغا، بأنها حالة معقدة مصحوبة بأعلى مستوى من التنظيم، تقود لأعلى مستوى من الوعي يتطور نحو الكون. مع مرور الوقت، أدى التطور المستمر للوعي والتعقيد المتزايد للأشكال المادية إلى ظهور ما يعرف بأسم noosphere. ومفادها أن العمل التآزري بين المجتمع البشري، يولد وعي أعلى، خارج حدود الزمان والمكان، يسمى أوميغا، ولا يتلاشى الوعي البشري المكتسب في هذا النوع الموحد، بل يتم الحفاظ عليه وتطويره من خلال المشاركة.

عند الحديث الطاقة، فإن الطاقة الأساسية لها جانبان. يشير جانبها الأول، إلى طاقة عرضية، تتفاعل مع عناصر من نفس التعقيد والتركيز الداخلي، أما الجانب الثاني منها، هو طاقة شعاعية مركزة داخلياً، وتوجه الوعي إلى حالة معقدة بشكل متزايد. إذن، فأن الأوميغا بصفتها وظيفة مركزية تتضمن المبدأ الداخلي، النفسي والشعاعي، تقود المادة والحياة، وتؤدي إلى نمو الوعي. في وقت مبكر من عام 1995، قدم جوتفريد ماير كريس وكاثلين باركزيس مفهومهما عن الدماغ العالمي باعتباره بنية متطورة لشبكة الحاسوب العالمية وآثار هذا الاستنتاج على النمذجة. وتم منذ عام 2013 إجراء تجارب لإثبات إمكانية الاتصال المباشر من دماغ إلى آخر.

بداية منذ عام 2012، تمت الإشارة إلى مصطلح نيرونت (NeuroNet) في موقع Polit.ru، وفي مارس 2013 جرى اقتباسه في مقال لمجلة Russian Reporter المخصصة لأنشطة حركة روسيا 2045. وفي عام 2005، توقع عالم المستقبل الأمريكي ريموند كورزويل أنه بحلول عام 2029، سيبدأ الشخص في الاندماج مع التكنولوجيا، وفي عام 2012 أشار إلى أنه سيتم توسيع قدرات الدماغ من خلال “الحوسبة السحابية”، أي القشرة الخارجية للدماغ.

وفقًا لبعض المؤلفين، هناك طريقتان للتغلب على المشكلات المتزايدة عالميًا، في سبيل تحقيق مزيد من التطور البشري. الطريقة الأولى، استخدام تحسين النسل لتغيير الطبيعة البيولوجية للإنسان. أما الطريقة الثانية، تنص على تحويل العقل إلى نظام غير بيولوجي للتنظيم الذاتي، والتعبير عن وجهة نظر مفادها ضرورة اتباع هذا الاتجاه في المستقبل. يتصور جان ميشيل بيسنييه (2019) المسار في إنشاء مجتمعات عصبية، يكون البشر فيها عابرون للذكاء الاصطناعي، نحو عقل عالمي جمعي. على مستوى الاتحاد الروسي، يعتبر النيرونت( NeuroNet ) وسيلة اتصال مستقبلية لاتحاد العقول، باستخدام تقنية النانو، والتي تسمح بالتأثير المعلوماتي المباشر على مراكز الدماغ، متجاوزًا الحواس.

في أكتوبر 2014، تم تحديد ثلاث مراحل في تطوير مشروع نيرونت، تكون على الشكل التالي:

وبحسب مراحل التطور المذكورة كان متوقع ان يكون للدماغ قدرة على الاتصال بالشبكات العالمية منذ عام 2020، وان يكون متاحاً للأفراد الذين لديهم موارد مادية، ثم بعد خمس سنوات أخرى، يصبح نيرونت منتجًا متاحًا للجمهور، وبحلول عام 2030 يكون شائعًا. وتحل شبكة النيرونت محل الإنترنت بحلول عام 2035، ويتم توصيل الدماغ البشري بجهاز اصطناعي خلال عام 2045 بالتزامن مع ظهور “التفرد التكنولوجي”.

المرحلة الأولى (2015-2020)

سمة هذه المرحلة، هو استمرار العصف الذهني للعقل البشري، والاتجاه الرئيسي هو الأجهزة المحمولة ذات التغذية المرتدة البيولوجية (BFB)، واتصال الأجهزة المنزلية بالأنترنيت، وانتشار أنظمة الواقع المعزز. تعمل الأطراف الاصطناعية والهيكل الخارجي على تحسين المهارات البشرية، وتنفيذ مشاريع التواصل الصامت. تستخدم الأجهزة المحمولة في العلاج النفسي وتقوم الشركات بتعليم إدارة الحالات العقلية من خلال الاسترخاء والتركيز.

المرحلة الثانية (2020-2030)

اما المرحلة الثانية، فهي تمهيد لمشروع نيرونت، وتكون في اتجاهين رئيسيين: “شبكة المقاييس الحيوية” و “الويب التعاوني”. صُممت “شبكة القياسات الحيوية” لقراءة المعلمات الفسيولوجية البشرية، باستخدام خريطة مرسومة للدماغ، تقوم بعمل نمذجة للعمليات العقلية الفردية، وإعادة انشاء حالات عقلية، ويمكن للواقع المعزز ان ينقل الصور والأصوات والروائح والأحاسيس، حيث يتم التفاعل بين الانسان والحاسوب باستخدام واجهات عصبية منخفضة التكلفة. يتم تكرار أنظمة الجسم المختلفة اصطناعياً، وتكتمل حالات الوعي التي تقوم بدراسة وتحفيز حالات أخرى غير حالات الاسترخاء والتركيز، بالإضافة الى ان العلاج النفسي الجماعي، يستبدل استخدام الحالات العاطفية باستخدام أنظمة التعلم السريع. تشير “الشبكة التعاونية” إلى النماذج التنظيمية التي تستخدم الحاسوب كوسيط، ويتم دمج الشبكات الاجتماعية في “شبكة من الشبكات”، وإنشاء مجموعات عصبية ضمن إطار الألعاب عبر الإنترنت.

المرحلة الثالثة (2030-2040)

يتم فيها إجراء اختبارات لعمل نموذج هجين للعقل. وقبول أطروحة التنشئة الاجتماعية للوعي والفكر والنفسية، ثم الانتقال من نمذجة الدماغ إلى فرق النمذجة، حيث تتنوع الروبوتات في أحجامها، من العادية إلى الميكروبات شبه الحية، وشيوع الواجهات العصبية القائمة على التصوير المغناطيسي للدماغ (MEGs)، وتنافسها مع واجهات عصبية بصرية جينية تحت خلوية. تُستخدم حالات الوعي المتضخمة بشكل شائع في الأنشطة المهنية، ويتم إنشاء أنواع اصطناعية منها في مهن معينة، يكتمل الويب الدلالي ( Biosemantics)، وتبدأ بروتوكولات نقل البيانات العصبية الخام، التي تحدد شكل المجتمعات العصبية المستقبلية، حيث يمكن لها القيام بعمليات نقل مباشرة للخبرات بين أعضاء المجتمع، وتجعل من الممكن إنشاء تجربة اصطناعية.

النيرونت ( NeuroNet) منتشر في كل مكان في مجال الاتصالات:

 

مبادرات “العقل” الأمريكية

منذ عام 2001 برزت مخاوف الولايات المتحدة بشأن “التحسين البشري”، وبناءً على ذلك، أطلقت مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية مبادرة NBIC، تلتها مشاريع تهدف إلى تنفيذ مثل هذه الأبحاث. حيث بدأت برامج بحثية ممولة بمبلغ 106 ملايين دولار، حول تقنيات الأشكال العصبية المطبقة على الأنظمة الحية المسماة “SyNAPSE” (أنظمة إلكترونيات Neuromorph Adaptive Plastic Scalable) وفي عام 2008 مع تشغيل لمدة 5 سنوات، أطلقت المؤسسة مبادرة داربا” DARPA” والتي شارك في برنامجها شركات مثل: IBM (IBM Research) ومايكروسوفت. في الفترة الممتدة بين الأعوام 2010 – 2015، تم تخصيص مبلغ بقيمة 100 مليون دولار لرسم خرائط الدماغ ضمن مشروع ” Human Connectom”، وبلغ حجم تمويل مجال علم الأعصاب 5.55 مليار دولار خلال عام 2011، عبر تقديم 16000 منحة لمختلف مؤسسات الرعاية الصحية. وفي عام 2014، نظمت (داربا) قسماً مخصصاً للتكنلوجيا الحيوية، بينما خصصت الحكومة الامريكية مبلغ 300 مليون دولار سنوياً، للفترة الممتدة من 2014 لغاية 2024، لتمويل مشروع (مبادرة عقل) ضمن إطار برنامج حكومي، يهدف إلى فهم العقل البشري بشكل أكبر، بمشاركة القطاع الخاص، حيث خصص مبلغ 60 مليون دولار سنوياً لدراسة نشاط الدماغ حيال التصورات واتخاذ القرارات، من قبل معهد ألين لعلوم الدماغ، وتهدف الدراسة أيضاً، إلى تسليط الضوء على تخزين المعلومات ومعالجتها في الشبكات العصبية. بالإضافة لمبلغ 30 مليون دولار من معهد Howard Hughes الطبي، و28 مليون دولار من معهد سالك للدراسات البيولوجية، لإجراء أبحاث مكثفة في الجينات والشبكات العصبية والسلوك، وتقوم مؤسسة كافلي بتوسيع أبحاثها حول الأمراض المسببة للإعاقة بمقدار 4 ملايين دولار.

تحدد (Gartner ) خمسة اتجاهات تكنلوجية ناشئة من شأنها تشويش خطوط العلاقة بين البشر والآلة. يوضح تقرير(Hype Cycle for Emerging Technologies) منظور عبر صناعة التقنيات والتكنلوجيا، يجب اخذه بنظر الاعتبار، حيث التفكير في تطوير التكنلوجيا الناشئة، حيث ان معظم دورات Gartner Hype، تجمع المعلومات من أكثر من 2000 تقنية في مجموعة موجزة من 35 تقنية واتجاهًا ناشئًا. تركز دورة Hype هذه بشكل خاص على مجموعة التقنيات التي تعد بتقديم درجة عالية من الميزة التنافسية على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة (انظر الشكل 1).

 

رسم بياني لـ Hype Cycle يوضح التكنلوجيات الناشئة، 2018.

فيما تلي تفسيرات الرسم البياني أعلاه التي قدمتها شركة Gartner. عملياً، تكنلوجيا الذكاء الاصطناعي، ستكون من حولنا في كل مكان خلال السنوات العشر القادمة. في وقت تسمح فيه هذه التقنيات للمتبنين الأوائل لها بالتكيف مع الحالات الجديدة وحل مشكلات لم تتم مواجهتها من قبل، ثم تصبح تقنيات متاحة للجماهير – دمقرطة. ثم ستدفع الحركات والاتجاهات مثل الحوسبة السحابية، المجتمع المؤثر، المصادر المفتوحة، الذكاء الاصطناعي ليكون بين متناول الجميع في نهاية المطاف. تفعيل هذا الاتجاه سيكون من خلال تكنلوجيا: منصات الذكاء الاصطناعي كخدمة (PaaS)، ذكاء عام اصطناعي، قيادة ذاتية (مستويان 4 و5)، روبوتات متنقلة مستقلة. منصات الذكاء الاصطناعي للتخاطب، والشبكات العصبية العميقة، المركبات الطائرة المستقلة، الروبوتات الذكية، والمساعدين الافتراضيين. ثلاث أقسام من أصل خمسة، للذكاء الاصطناعي، عرضتها دورة Hype، تعمل على دمقرطة المجتمع، وبعض منها، مثل: الشبكات العصبية العميقة والمساعدات الافتراضية، سيتم اعتمادها على نطاق واسع، خلال الخمس سنوات القادمة. بالإضافة إلى تقنيات ناشئة اخرى، مثل الروبوتات الذكية أو AI PaaS ، تتحرك أيضًا بسرعة خلال دورة Hype Cycle.

النظم البيئية الرقمية

تتطلب التقنيات الناشئة ثورة في الأسس تسمح للبيانات والحوسبة المتقدمة والأنظمة البيئية بالانتشار في كل مكان. إن الانتقال من البنية التحتية التقنية المجزأة إلى أنظمة أساسية داعمة لنظام بيئي يضع الأساس لنماذج أعمال جديدة تمامًا تشكل الجسر بين الأنسان والتكنولوجيا. ويتم تشغيل هذا الاتجاه من خلال التقنيات التالية: Blockchain وBlockchain لأمن البيانات وDigital Twin وIoT Platform وKnowledge Graphs. تتحرك تقنيات النظام البيئي الرقمي بسرعة كبيرة نحو Hype Cycle، حيث بلغت منصات Blockchain و IoT ذروتها حتى الآن، ومتوقع لها الوصول إلى مرحلة النضج خلال 5 – 10 سنوات قادمة، مصحوبة بتوأمة بين المعرفة الرقمية والرسومية.

القرصنة البيولوجية في عصر ما بعد البشر

على مدى العقد القادم، ستبدأ البشرية عصرها “ما بعد البشر”، والذي يمكن فيه انتشار قرصنة علم الأحياء، اعتمادًا على نمط الحياة والاهتمامات والاحتياجات الصحية.  ينقسم الاختراق الحيوي إلى أربع فئات: تقنية التعزيز، وعلم المورثات الغذائية، وعلم الأحياء التجريبي، وطاحونة الاختراق الحيوي. ومع ذلك، تبقى الأسئلة حول مدى استعداد المجتمع البشري لقبول تلك الأنواع من التطبيقات وما هي القضايا الأخلاقية التي تنتجها. تفعيل هذا الاتجاه يتم من خلال التقنيات التالية: الرقائق الحيوية، والتكنولوجيا الحيوية: الأنسجة المستنبتة أو الاصطناعية، وواجهة الدماغ والحاسوب، والواقع المعزز، والواقع المختلط، والأقمشة الذكية. التقنيات الناشئة في الاختراق البيولوجي فرضت نفسها خلال دورة Hype. الواقع المختلط أتجه نحو خيبة أمل، والواقع المعزز كاد يصل إلى القاع، وهو مؤشر على ان يصل الإحباط إلى رواد الرقائق البيولوجية، التي وصلت لذروتها، وستصل الى القمة في غضون خمس إلى عشر سنوات.

تجارب غامرة شفافة

ستستمر التكنولوجيا في أن تصبح أكثر تمحورًا حول الإنسان لدرجة أنها ستوفر الشفافية بين الأشخاص والشركات والأشياء. تتوسع هذه التقنيات وتسمح بحياة وعمل أكثر ذكاءً ومساحات أخرى تواجهنا. تفعيل هذا الاتجاه يتم من خلال التقنيات التالية: الطباعة رباعية الأبعاد، اتصال المنازل بالذكاء الاصطناعي، وتكنلوجيا نظام الإصلاح الذاتي، وبطاريات أنود السيليكون، والغبار الذكي، ومساحة العمل الذكية، والشاشات الحجمية. إن التقنيات الناشئة المتمثلة بالتجارب الغامرة الشفافة في طريقها الى ان تصل مستويات عليا، وفي حالة بطاريات الأنود السيليكونية قد تجاوزتها. لقد تطورت مساحة العمل الذكية وهي على وشك الوصول إلى ذروتها في المستقبل القريب.

بنية تحتية في كل مكان

لم تعد البنية التحتية تشكل عقبة أمام تحقيق الأهداف. حيث سمحت الحوسبة السحابية وتنوعاتها العديدة، بظهور بيئة حوسبة وبنية تحتية دائمة غير محدودة، ويتم تفعيلها من خلال التقنيات التالية: 5G والأنابيب النانوية الكربونية والشبكات العصبية العميقة ASIC ،والأجهزة العصبية، وأجهزة الكمبيوتر الكمومية. التقنيات الداعمة للبنية التحتية في كل مكان، في طريقها ان تكون متاحة، ومن المتوقع وصول شبكات G5 ، والشبكات العصبية العميقة ASIC على وجه الخصوص، إلى مستويات متقدمة خلال السنوات القليلة القادمة.

أوروبا

كانت مبادرة NBIC الأمريكية بمثابة المحفز الدافع لمشاريع الاتحاد الأوروبي. منذ عام 2004، تم تطوير أول مفهوم أوربي “للتقنيات المتقاربة” في هندسة العقل ووجهات النظر العابرة للإنسانية، والتي تم تطويرها ضمن مبادرة NBIC بالولايات المتحدة. ووفق الإحصاءات الأوروبية، بحلول عام 2050، سيكون 28٪ من السكان في سن 65 عامًا أو أكثر، لذا فإن الاتجاه المهم هو البحث في علم الشيخوخة في الدماغ. وفي الاتحاد الأوروبي أيضاً، خلال عام 2005 بدأت البحوث ضمن مشروع “Blue Brain” للنمذجة الحاسوبية للقشرة المخية الحديثة للإنسان، واستمر بحث BNCI ” Harizon 2020″ حول التفاعل بين الإنسان والحاسوب. وتنفيذ برنامج “FET Flagships” بمبلغ 1.2 مليار يورو، بتمويل من البرنامج الإطاري الثامن للاتحاد الأوروبي “Horizon 2020” لتطوير البحث العلمي والتكنولوجيا (2014-2020).

خلال الأعوام الممتدة بين 2021-2027 يتم تنفيذ برنامج ” Horizon Europe ” بميزانية تزيد عن 100 مليار يورو. ويستمر برنامج New Horizon Europe في تعزيز التميز البحثي والتركيز على الابتكار، على سبيل المثال من خلال تطوير النماذج الأولية والأصول غير الملموسة ونقل المعرفة والتكنولوجيا. سيوفر مجلس الابتكار الأوروبي الجديد سوقًا واحدة للمبتكرين ذوي الإمكانات العالية والمشرقة، بهدف جعل أوروبا رائدة في مجال الابتكار الإبداعي.

الصين

في عام 2010، تم إطلاق مفهوم “Brainnetome” لدراسة الشبكات العصبية للدماغ، بميزانية قدرها 200 مليون “يوان”، وخطة البحث عن الدوائر العصبية للعاطفة والذاكرة في عام 2011، وفي عام 2012 خصصت ميزانية قدرها 300 مليون يوان، لأطلس وظيفي للشبكات العصبية، وهو برنامج للأكاديمية الصينية للعلوم يطلق عليه أسم ” Functional Connectome Project”. خلال مارس عام 2015 أطلق روبرت لي ” Robin Li” مدير محرك بحث Baidu، مبادرة تكنلوجية أسماها “China Brain”، والذي قال إنها ستركز على موضوعات مثل التفاعل بين الإنسان والآلة، البيانات الضخمة، النقل المستقل، الذكاء التشخيص الطبي، المركبات الجوية بدون طيار، الروبوتات القتالية.

وفي عام 2017، اقترحت الصين خطة من ثلاث مراحل لتطوير الذكاء الاصطناعي، تكون على الشكل التالي: مواكبتها تقنيات الذكاء الاصطناعي في عام 2020، وتحقيقها لتقدم دولي فيها عام 2025، وبحلول عام 2030 تصبح رائدة على مستوى العالم. وبهدف تحقيق تلك الغاية، رفعت الصين حجم تمويلها للاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي إلى 48%، من إجمالي الاستثمارات العالمية في المجال.

مخاطر تكنولوجيا الاتصالات العصبية

على الرغم من أن المستقبل يبدو عظيمًا مع التطبيقات المتعددة، إلا أن تكنولوجيا الاتصالات العصبية تنطوي على مخاطر كبيرة، نذكر من بينها:

الاتجاهات المستقبلية للحفاظ على الطبيعة البشرية

البديل للظاهرة الدولية المسماة “ما بعد الإنسانية”، هو ما ذهب إليه العديد من الباحثين بالتركيز على تحويل البشر إلى “ما وراء البشر” كبشر معززين عن طريق إنشاء واجهات يمكن ارتداؤها وزرعها بين الدماغ والآلة (BMIs)، بين الدماغ البشري وشبكات الحاسوب، والتي تسمح بالاتصالات أيضاً، على مستويات مختلفة، ومع العقول الأخرى هي للحفاظ على الطبيعة البشرية. ان الهدف وراء عرض شكل المستقبل القادم، لتطوير منهجية وبروتوكول للحفاظ على الطبيعة البشرية، مع إمكانية الوصول الطوعي والمسيطر عليه والآمن إلى مستويات أعلى من التواصل بين الأشخاص عبر الاتصالات بين الأدمغة، ومن المرجح ان تتزايد الدراسات والبحوث في هذا المجال، ودعونا نخبركم ان هذا الامر قد بدأ بالفعل منذ سنوات عديدة، في بعض الكليات ومراكز البحوث والدراسات في العالم.

 

Exit mobile version