أجرت مجلة جي فوكس الدولية حوار صحفي خاص مع سعادة السيد مؤيد الضلعي، سفير جمهورية مصر العربية لدى رومانيا، متحدثاً سعادته لجي فوكس الدولية عن طبيعة العلاقات المصرية – الرومانية، والمصرية – الأوروبية، وأبرز الملفات والقضايا المشتركة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية. أجرى الحوار رئيس تحرير مجلة جي فوكس الدولية محمد الناصري بتاريخ 17 أكتوبر عام 2023 في مقر السفارة المصرية ببوخارست.
محمد الناصري: في البداية نرحب بكم سعادة السيد مؤيد الضلعي سفير جمهورية مصر العربية لدى رومانيا، على صفحات مجلة جي فوكس الدولية. وفي مستهل الحوار نتقدم لسعادتكم بخالص الشكر والتقدير على قبولكم إجراء هذه المقابلة الصحفية.
محمد الناصري: حلت علينا الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر عام 1973، حيث تحتفل جمهورية مصر العربية باستعادة أرض سيناء المصرية، وهو حدث تأريخي أثبت فيه الإنسان العربي المصري مرة أخرى قدرته على مواجهة التحديات والصعاب فمثلما حمل السلاح بيده لاستعادة الأرض فإنه وخلال ذروة انتصاره مد اليد الأخرى للسلام العادل. سعادة السفير، ماذا تعني لكم مناسبة حرب أكتوبر على المستوى الشخصي؟
السفير مؤيد الضلعي: في البداية أرحب بك في السفارة المصرية وأتمنى كل التوفيق لكم في مسعاكم وجهودكم.
أكيد طبعاً ان ذكرى نصر أكتوبر المجيد مصر تفخر به وتعتبره نصر لها وللعرب، فهذا النصر ليس لمصر فحسب، وانما هو لكل الامة العربية.
ومن المؤكد نحن لا ننسى المساعدة التي تلقيناها من الاشقاء العرب فهناك أخوة شاركوا معنا بالحرب من جميع الدول العربية، ونصر أكتوبر يُمثل فخر واعتزاز لكل الامة العربية.
أما على المستوى الشخصي، للأسف كنتُ صغيراً في ذلك الوقت، ولكن بالطبع إن كل بيت مصري كان له نصيب في هذه الحرب، كل أسرة مصرية قدمت العديد من التضحيات والشهداء.
وبالنسبة لي، كان خالي مشاركاً بالحرب، وأنا صغير كنتُ أسمع باستمرار أنه يُرسل رسائل من الجبهة يطمأن فيها الأسرة عنه وان المعنويات العالية للمقاتلين كان فيها إصرار على تحقيق النصر.
وكما قلت لكم، لم يكن هناك بيت مصري لم يُشارك في هذه الحرب، وهي بالفعل تجربة عامة لكل المصريين مليئة بالفخر والاعتزاز.
محمد الناصري: في عام 2006، احتفلت مصر ورومانيا بمرور مئة عام على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، رغم ان علاقات التعاون الثنائية أقدم من ذلك. ماهي طبيعة العلاقات المصرية – الرومانية وأبرز محطاتها التأريخية؟
السفير مؤيد الضلعي: احتفلنا بمرور 117 عام على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مصر ورومانيا، ولكن تاريخيا فالعلاقات بين البلدين أقدم من ذلك، من واقع ان مصر ورومانيا كانوا تحت سيطرة الاحتلال العثماني ولديهما خبرة مشتركة بالسعي نحو الحرية، وكان لهذا الامر أثر كبير في بناء علاقات متميزة بين البلدين فيما بعد.
ومنذ بدء العلاقات بين مصر ورومانيا كانت هناك محطات كثيرة ضمت البلدين، فخلال الحقبة الشيوعية في رومانيا كانت هناك علاقات سياسية واجتماعية وثيقة، وعلاقات عسكرية متميزة. والبلدين كانوا أعضاء بمنظمة عدم الانحياز، وكان للزعيم الراحل جمال عبد الناصر وللرئيس الروماني السابق نيكولاي تشاوتشيسكو أدوار بارزة داخل المنظمة.
لرومانيا دور ايضا قام به تشاوتشيسكو في التمهيد لعقد اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل خلال المباحثات التي أجريت قبل التوقيع على الاتفاقية.
وأذكر ايضاً عند قدومي الى رومانيا، أخبرني أحد الأصدقاء الرومانيين ان هناك بعض الاخشاب التي أرسلت من رومانيا إلى مصر خلال فترة بناء قناة السويس.
ونستطيع القول إنها بالفعل علاقات تأريخية وسياسية واجتماعية متميزة، نتمنى أن تدوم وتشهد المزيد من التطور.
محمد الناصري: شهدت العلاقات المصرية – الرومانية تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، بدءاً من زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الى بوخارست عام 2019 وكذلك زيارة الرئيس الروماني كلاوس يوهانس إلى القاهرة عام 2021 ومشاركته في القمة العالمية للمناخ التي عقدت بشرم الشيخ عام 2022، ثم أعقب ذلك تبادل زيارات رفيعة المستوى بين البلدين ومن أبرزها زيارة رئيس الوزراء الروماني نيكولاي تشوكا إلى القاهرة والتي وصفت بالتأريخية فهي أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس وزراء روماني لمصر خلال أكثر من عشرين عاما. ما هي أهم النتائج التي تمخضت عن اللقاءات الرسمية بين الجانبين؟
السفير مؤيد الضلعي: شهدت العلاقات الثنائية تطوراً خلال العامين الماضيين من حيث الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين.
وعقب وصولي إلى رومانيا، قام السيد الرئيس يوهانس بزيارة إلى مصر، كنتُ مُشاركاً فيها، وأستطيع القول لكم، ان أهم ما تمخض عن هذه الزيارة هي العلاقة الشخصية التي جمعت الرئيس السيسي مع الرئيس يوهانس، وفي مجالنا السياسي نعتبرها من أهم النتائج، فعندما يحدث (تبادل للكيمياء) بين زعيمين فذلك يساعد على تسهيل الكثير من الأمور.
وعقب تلك الزيارة قام رئيس الوزراء بزيارة الى مصر التقى خلالها مع السيد الرئيس، وكانت بينهما علاقة صداقة سابقة ساعدت كثيراً على توقيع عدد من مذكرات التفاهم المشتركة، والاتفاق ضمنياً بين البلدين على العديد من المسائل السياسية.
وهذا الأمر يساعدنا كسفارة لبذل المزيد من الجهود لتطوير العلاقات مع رومانيا.
محمد الناصري: ضمن إطار العلاقات المصرية – الرومانية المشتركة، وعلى المستوى الاقتصادي، حيث عقد المنتدى المصري- الروماني الاقتصادي في القاهرة، وكذلك تم مناقشة سبل تطوير اللجنة المصرية – الرومانية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي. سعادة السفير، حدثونا عن المنتدى الاقتصادي ومهام اللجنة المشتركة وأبرز ما تحقق عنهما؟
السفير مؤيد الضلعي: عُقد المنتدى الاقتصادي بنجاح والحمد لله في القاهرة، بمشاركة أكثر من 120 شركة رومانية، ويعتبر عدد كبير جداً من الشركات التي تُشارك في أي منتدى اقتصادي، بالمقابل شاركت أكثر من 200 شركة مصرية، وهذا دليل على قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وخلال المنتدى ايضا، عقدت لقاءات ثنائية بين الشركات من الجانبين أسفرت عن زيادة كبيرة لحجم التبادل التجاري بين البلدين مؤخراً. حيث بلغ حجم التبادل التجاري مليار ومائة وسبع ألف دولار أمريكي خلال العام الماضي.
واعتقد ان هذا الحجم من التبادل التجاري يضع مصر بالمرتبة الأولى أو الثانية من حيث التبادل التجاري بالمنطقة مع رومانيا. وهو طبعاً يُشجع على بذل مزيد من الجهود في سبيل تطوير العلاقات الاقتصادية.
ومن ناحية أخرى، هناك اللجنة المشتركة العليا بين البلدين، والتي نسعى لعقدها قبل نهاية العام الحالي، وستحقق حافزا كبيرا للشركات الخاصة لزيادة حجم أنشطتها التجارية والاقتصادية، لأن اللجنة ستكون على مستوى حكومي بين البلدين، بمشاركة معظم الوزارات المصرية والرومانية.
وسيتم خلال ذلك بحث سُبل تطوير العلاقات بشتى المجالات الاقتصادية، والتجارية، والتعليمية، والطاقة.
ونأمل ان يتم عقدها قبل نهاية هذا العام، فنحن نسعى منذ عامين لبدء أعمال اللجنة، ولكن حالت ظروف وباء كوفيد-19 ثم الحرب الأوكرانية دون ذلك. وإن شاء الله سنتمكن من عقدها قبل نهاية العام الحالي.
محمد الناصري: مع بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا تقطعت السُبل بالمئات من الأسر والطلاب المصريين الذين كانوا في أوكرانيا قبل الحرب، إلا أن الاستجابة السريعة التي ابدتها السفارة المصرية في رومانيا للتعامل مع الازمة والجهود الكبيرة التي بذلتموها شخصياً لتسهيل عملية إجلاء المصريين من أوكرانيا ونقلهم إلى رومانيا ومن ثم إلى مصر حالت دون تفاقم الازمة. كيف كانت استجابة السلطات الرومانية لتسهيل إجراءات نقل المواطنين المصرين الى رومانيا، وما هو مصير الطلاب الذين لم يكملوا دراساتهم في الجامعات الأوكرانية وكذلك المصريين المقيمين في أوكرانيا؟
السفير مؤيد الضلعي: كما ذكرتم بالفعل، إن الحرب الأوكرانية فاجأت الجميع ولم يتوقع أحد حدوث ذلك، وبالتالي اسفرت عن أوضاع صعبة جداً للطلاب المصريين في أوكرانيا.
من جهتنا، قامت السفارة المصرية ببذل مساعيها بالاشتراك مع سفارتنا في أوكرانيا لاستقبال اولئك الطلاب، وكان عددهم أكثر من 1000 طالب مصري، جرى استضافتهم في مبنى السفارة المصرية ببوخارست. وتم فتح المدن الطلابية لاستضافة الطلاب المصريين بالتنسيق مع السلطات الرومانية.
ونحن نقدر المساعدة الكبيرة جداً التي تلقيناها في هذا الخصوص من الجانب الروماني على المستويين الحكومي والجمعيات الاهلية، والتي تم ذكرها خلال المباحثات السياسية بين البلدين، حيث أعربت مصر عن شكرها وتقديرها لكل المساعدة التي قدمها الجانب الروماني وأسهمت بتخفيف المعاناة عن الطلاب المصريين.
وقامت مصر بتسيير رحلات جوية لنقل الطلاب إلى مصر. والحمدالله تم ذلك في غضون أقل من شهر، وتغلبنا على كافة المصاعب بهذا الخصوص.
وهكذا فإن الطلاب عادوا إلى مصر، وعقب ذلك أصدرت وزارة التعليم قراراً باستقبالهم في الجامعات المصرية.
كانت هناك بعض المشكلات فيما يتعلق بالكليات المناظرة لهم، ولكن تم التغلب عليها بإن يؤدي الطالب امتحان لتأهيله للالتحاق بالكلية المصرية، وجرى بالفعل قبول معظم الطلاب.
وكذلك كانت هناك محاولات مع الجامعات الرومانية لقبول البعض من الطلاب المصريين، وتلقينا استجابة من تلك الجامعات لقبولهم ضمن مقاعدها الدراسية، ولكن معظم الطلاب فضلوا البقاء بمصر لحين تحسن الأوضاع في أوكرانيا ثم يقررون بعد ذلك إما استكمال دراساتهم في مصر أو العودة إلى أوكرانيا.
محمد الناصري: على مستوى العلاقات المصرية – الأوروبية، ترتبط القاهرة بعلاقات وثيقة ومتميزة مع الدول الأوروبية سواء على المستوى الثنائي بين الدول أو على مستوى الإتحاد الأوروبي، وفي عام 2001 جرى توقيع اتفاقية المشاركة المصرية – الأوروبية ببروكسل، والتي شملت مجالات الاقتصاد، والتجارة، والامن والسياسة، وتم تجديد الاتفاقية بين الجانبين لغاية عام 2027. ما تقييمكم للجوانب الاقتصادية والتجارية للاتفاقية ودورها في تنمية الاقتصاد المصري وأثرها على تحسين المستوى المعيشي للمواطن المصري؟
السفير مؤيد الضلعي: العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، علاقات متطورة، شهدت تطور كبير خلال الأعوام الماضية بفضل الجهود التي بذلها الجانبين.
مصر تسعى لتأسيس هذه العلاقة على أسس متينة، كما ان الإتحاد الأوروبي يسعى لزيادة فاعلية علاقاته مع مصر لأنها من دول الجوار الجنوبي له فهناك علاقات تجارية واقتصادية متميزة بين مصر والإتحاد الأوروبي.
وبالنسبة للبضائع المصرية، كانت هناك بعض المشاكل تم تجاوزها، رغم ان بعض الصعوبات لا تزال قائمة حتى الان، ونسعى لتجاوزها عبر الحوار مع الإتحاد الأوروبي.
لا نريد القول إننا نسعى ان يكون التعامل مع مصر على قدم المساواة مع دول أخرى بالمنطقة، ولكن نأمل ان تقدر تلك العلاقات الحجم السياسي والاقتصادي لمصر بالمنطقة، وعدم استخدام بعض القضايا للضغط على مواقفنا، لأن مصر تعلم تماماً سياساتها السياسية والاقتصادية ولا تقبل تدخل أي جهة في توجيه تلك السياسات، حتى لو تم الضغط عليها باستخدام قضايا معينة يتم اثارتها بين الحين والأخر.
نتجاوز كل ذلك من خلال المثابرة بالحوار للاقناع، ونحن لدينا خبر طويلة بعدم اليأس من المفاوضات. والحمدلله، ان توقيع اتفاقية المشاركة المصرية – الأوروبية شهدت جهوداً كبيرة جداً لإخراجها على الشكل الذي يرضي الطرفين.
محمد الناصري: خلال شهر يونيو عام 2022، وقعت مصر وإسرائيل والإتحاد الأوروبي مذكرة تفاهم تهدف إلى تصدير الغاز إلى الأسواق الأوروبية. ماهي المكاسب المتوقعة لمصر من الاتفاق الثلاثي؟
السفير مؤيد الضلعي: جاء الاتفاق الثلاثي مكملاً لمساعي مصر لتصبح مركزاً لتوزيع الطاقة في الشرق الأوسط.
كما تعلم ان هناك منتدى شرق المتوسط للغاز، وهو منتدى مفتوح لكل دول المنطقة، ودوله الأعضاء الفاعلين بقوة: مصر وقبرص واليونان.
فخلال السنوات الأخيرة، شهدت مصر اكتشافات مهمة للغاز جعلتها تعتمده كسلعة من السلع الرئيسية لها.
ورغم وجود بعض المشاكل بين دول المنطقة بشأن الاكتشافات الجديدة للغاز وترسم الحدود، إلا أن مصر قامت بترسيم حدودها مع كل دول الجوار ولا توجد لدينا مشاكل في هذا الخصوص.
وبالنسبة للمكاسب المتوقعة لمصر، نسعى لزيادة حجم الاستفادة من الغاز كمصدر رئيسي للطاقة في المستقبل.
وان شاء الله تشهد مصر مزيداً من الاستكشافات، وبالتالي يتم تصدير الغاز لأوروبا بواسطة هذه الآلية، كما انه سيساهم في سد حاجة الأسواق الأوروبية للغاز عوضاً عن الغاز الروسي للمنطقة الأوروبية، وبالتالي فإن هذا الامر سيحقق مكاسب وفائدة للجانبين.
محمد الناصري: على المستوى الأمني وضمن إطار اتفاقية المشاركة المصرية – الأوروبية. ما طبيعة التنسيق المصري – الأوروبي لمكافحة التطرف والإرهاب ومواجهة التحديات الأمنية في منطقة البحر الأبيض المتوسط؟
السفير مؤيد الضلعي: لو نظرت للخريطة ستجد ان مصر محاطة من جميع الاتجاهات بتهديدات أمنية. وفيما يتعلق بالتطرف والإرهاب، نسعى جاهدين لتأمين حدودنا لحماية أمن مصر والمنطقة من هذا الخطر.
وكانت لنا تجربة سابقة بهذا الخصوص خلال السنوات الماضية، والحمد لله تمكنا من القضاء على الإرهاب في مصر باستخدام سياسات أمنية لاقت بعضها معارضة من بعض الأطراف في بداية الامر، ولكن كما أشرت سابقاً إلى أن مصر لا تسمح لأي جهة بالتدخل في سياساتها، ومع مرور الوقت صار واضحاً للجميع ان السياسات المصرية كانت صحيحة وناجحة، وأصبح من كانوا يعارضونها هم أنفسهم مؤيدون لها.
وبالتالي، فإن السياسات المصرية لمكافحة الإرهاب أفادت الجانب الأوروبي ايضاً، لمنع تمدد الإرهاب والتطرف عبر مصر إلى أوروبا.
وهناك مسألة الهجرة ايضاً، منذ عام 2018 لم تخرج قوارب هجرة غير شرعية من مصر، حيث تم القضاء على هذه الظاهرة تماماً.
وللأسف أصبحت قوارب الهجرة غير الشرعية تخرج عبر ليبيا بسبب الاوضاع غير المستقرة هناك.
كما ان ظاهرة الهجرة غير الشرعية تدخل في إطار التطرف والإرهاب ايضاً، لأن خلال هذه الهجرة كانوا يندسون بعض العناصر الذين يؤثرون على الأمن في أوروبا.
محمد الناصري: لمصر دور جوهري في أية معادلة إقليمية أو دولية للمساعدة في حل الازمات في الشرق الأوسط وشمال افريقيا. من وجهة نظركم كيف يمكن لمصر والاتحاد الأوروبي العمل معاً لحل الازمات والصراعات الإقليمية؟
السفير مؤيد الضلعي: هناك حوار سياسي دائم بين مصر والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالأزمات في الشرق الأوسط، وفي بعض الأحيان نلقى تأييداً لمواقفنا وفي أحيان أخرى لا نلقى هذا التأييد.
ومثال على ذلك، الازمة في فلسطين وإسرائيل، وتردي الاوضاع في غزة. وكان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا لعقد اجتماع دولي لمناقشة هذه الأمور.
واعتقد ان الاتحاد الأوروبي سيشارك بالاجتماع ايضاً، وكذلك المساعدات الإنسانية القادمة من الإتحاد الأوروبي ستصل إلى مصر، إلا ان المشكلة ليست بالمساعدات، وانما باقناع الجانب الإسرائيلي للسماح بدخولها الى غزة.
نحن نأمل ان يقوم الاتحاد الأوروبي بدوره المحايد بالضغط على اسرائيل لاقناعها بالسماح لدخول المساعدات الانسانية بأقرب وقت فالحالة الإنسانية في قطاع غزة أصبحت لا تُحتمل. كما ان انفجار الأوضاع في غزة سيؤثر على المنطقة بأكملها، وليس على فلسطين وإسرائيل فقط.
ونأمل ان يقوم كل جانب بدوره المناط به لحل هذه المشكلة بأسرع وقت ممكن.
محمد الناصري: في ظل استمرار الأزمة الأوكرانية وتداعياتها الدولية وتفاقم حدة الصراع والتنافس بين الأطراف الكبرى على الساحة العالمية، فإن لمصر علاقات متميزة وشراكات في عدة مجالات مع مختلف الأطراف الدولية كالولايات المتحدة، والصين، والاتحاد الأوروبي، وروسيا. كيف تنظرون لمستقبل الشراكة المصرية مع الإتحاد الأوروبي في ظل هذه المعادلة الصعبة؟
السفير مؤيد الضلعي: مصر منذ البداية كانت لها سياسة واضحة وهي الحياد والتدخل لدى الجانبين للوصول إلى حل لهذه المشكلة الكبيرة عن طريق الحوار. ومصر لا ترى ان الحرب يمكن ان تؤدي لحل المشكلة.
كانت لنا مشاركات فاعلة بعدد من المبادرات الافريقية والعربية والتي عُرضت على الجانبين لحل الأزمة الأوكرانية، وللأسف كان هناك تعنت واضح من الطرفين وتمسك بموقفهما الذي لا نرى فيه أي سبيل لحل الازمة.
وخلال قمة المناخ التي عقدت في مصر، عرض الرئيس عبد الفتاح السيسي في كلمته استعداد مصر للوساطة بين الجانبين في حال طلبهما لذلك، ولكن للأسف لم يلجئ الطرفين لهذه المبادرة.
مصر لا تزال على موقفها بالاستعداد للتدخل في أي وقت لحل الازمة سلمياً عن طريق التفاوض بين الجانبين.
محمد الناصري: تعتبر جامعة الدول العربية منذ تأسيسها في القاهرة عام 1945 كمضلة رسمية للتعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وغيرها، وعلى الرغم من تراجع تأثيرها في العديد من القضايا العربية بسبب صعوبة الظروف التي عاشتها المنطقة العربية إلا أنها لا تزال قائمة. من وجهة نظركم هل توجد رؤية عربية جدية لتطوير العمل العربي المشترك وتحديث مؤسسات الجامعة العربية للارتقاء بها إلى ان تصبح كيان إقليمي عربي على غرار الاتحاد الأوروبي؟
السفير مؤيد الضلعي: انا دائماً أقول ان الجامعة العربية هي أمل العرب في الرجوع إلى الوحدة العربية.
للأسف فإن عدد من الخلافات بين الدول العربية التي ظهرت خلال الفترة الأخيرة تعرقل قيام الجامعة بدورها.
مصر من جهتها، تعمل جاهدة على كل الجبهات لتأمين العمل العربي المشترك.
حضرتك تتذكر طبعاً الدور المصري خلال عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بتوحيد الامة العربية، ومفهوم العروبة الذي كان يفوق التوجهات الضيقة لكل بلد عربي فكان للأمة العربية شأن وكلمة على مستوى العالم.
مصر تسعى لنعود مرة أخرى كعرب إلى هذه المكانة الرفيعة عالمياً بتعظيم العروبة والتغلب على المشكلات الضيقة بين الدول العربية، ونأمل ان نرى ذلك في المستقبل القريب إن شاء الله.
محمد الناصري: في الختام تقبلوا مني سعادة السفير خالص الشكر والتقدير.
حوار شيق ومهم واستعراض شبه شامل للعلاقات المصر ية الرومانية والاوربية وكذلك تسليط الضوء على دور مصر الإقليمي والدولي وهو الدور الهام كون مصر هب الشقيقة الكبرى لجميع الدول العربية ونهضة مصر في كل المجالات هي نهضة للأمة وكذلك علينا جميعا تفهم كل تفاصيل الحياة في مصر العروبة وبالخصوص بعد المحاولة الإقامة لاسقاطها من قبل الاخوان المسلمين لكن وعي الشعب المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي اجهض المؤامرة وفتح الباب أمام التطور النوعي والحضاري لمصر كل التمنيات الطيبة لمصر العربية ولقيادتها الحكيمة والممثلة بعبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة التحيات مكرونة لسعادة سفير مصر في رومانيا مؤيد الضلعي كذلك نسد على أيادي الأخ محمد الناصري وجهوده المستمرة ونتطلع لمزيد من النجاحات سرمد عبد الكريم
حوار شيق ومهم واستعراض شبه شامل للعلاقات المصر ية الرومانية والاوربية وكذلك تسليط الضوء على دور مصر الإقليمي والدولي وهو الدور الهام كون مصر هب الشقيقة الكبرى لجميع الدول العربية ونهضة مصر في كل المجالات هي نهضة للأمة وكذلك علينا جميعا تفهم كل تفاصيل الحياة في مصر العروبة وبالخصوص بعد المحاولة الإقامة لاسقاطها من قبل الاخوان المسلمين لكن وعي الشعب المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي اجهض المؤامرة وفتح الباب أمام التطور النوعي والحضاري لمصر كل التمنيات الطيبة لمصر العربية ولقيادتها الحكيمة والممثلة بعبد الفتاح السيسي والقوات المسلحة التحيات مكرونة لسعادة سفير مصر في رومانيا مؤيد الضلعي كذلك نسد على أيادي الأخ محمد الناصري وجهوده المستمرة ونتطلع لمزيد من النجاحات سرمد عبد الكريم