خلال حقبة زمنية تميزت بالصراعات والحروب بين الامبراطوريات الأوروبية للاستيلاء على الموارد الطبيعية والأراضي وفرض النفوذ السياسي. استطاعت الإمبراطورية السويدية خلال الأعوام 1560 – 1658 انشاء امبراطورية على بحر البلطيق تركزت على خليج فنلندا، ضمت عدد من المناطق والمقاطعات الأوروبية، والتي وسعت بدورها لاحقا نفوذ الإمبراطورية السويدية على المنطقة. وبينما كانت السويد في أوج قوتها، فقد حققت معاهدة السلام (ستولبوفو) الموقعة عام 1617 بين السويد وروسيا، مكاسب لصالح الإمبراطورية السويدية، وحرمت روسيا القيصرية من الوصول المباشر إلى بحر البلطيق، وبالتالي تراجعت الثروات الروسية في السنوات الأخيرة من القرن السابع عشر. ولما أصبح بطرس العظيم قيصرا لروسيا عام 1689، بدأ في إصلاح البلاد، وتحويل روسيا القيصرية إلى إمبراطورية حديثة تعتمد على التجارة وعلى قوات برية وبحرية قوية ومحترفة، حيث أصبح من أولوياته إعادة تأمين الوصول إلى بحر البلطيق والبحر الأسود وبحر قزوين. وأصبح من الضروري لروسيا مواجهة نفوذ الإمبراطورية السويدية في المنطقة.
حرب الشمال العظمى (1700 – 1721)
شكلت الإمبراطورية الروسية تحالفاً مع الدنمارك-النرويج، الكومنولث البولندي الليتواني، ساكسونيا، ضد الإمبراطورية السويدية، للهيمنة على بحر البلطيق. حيث شن التحالف حرباً بدأها عام 1700 وانتهت بهزيمة السويد في عام 1721 وتوقيع معاهدة (نيستاد) والتي أصبحت روسيا بموجبها قوة عظمى جديدة في بحر البلطيق ولاعب جيوسياسي مهم في أوروبا، حيث استحوذت على أراضي وعدد من جزر بحر البلطيق من السويد وحل بطرس العظيم، قيصر روسيا، محل الملك فريدريك الأول، ملك السويد، كحاكم للمقاطعات التي استولى عليها، وبنى بطرس العظيم سانت بطرسبورغ في الأراضي التي احتلتها روسيا.
الحرب الروسية السويدية (1741 – 1743) – المسرح الفنلندي
في وقت لاحق، تصاعدت حدة المواقف السياسية الداخلية في السويد للمطالبة باسترداد الأراضي التي خسرتها البلاد لصالح روسيا في حرب الشمال العظمى، حيث حرض حزب القبعات السويدي على الحرب ضد الإمبراطورية الروسية. وكان من بين الأهداف العسكرية للسويد التقدم نحو سانت بطرسبورغ، وبالفعل تحركت الجيوش السويدية نحو الحدود الروسية. وبدأت الحرب بين الطرفين، حيث شهدت المعارك أحداث درامية أفضت في نهاية المطاف لخسارة السويد وتوقيع اتفاقية استسلام، وعادت جميع القوات البحرية السويدية إلى السويد في بداية سبتمبر عام 1742، ثم قام الجيش الروسي بقطع فنلندا عما تبقى من السويد، واحتلت روسيا بذلك فنلندا بأكملها.
خلال الفترة الممتدة من فبراير عام 1808 ولغاية سبتمبر 1809 اندلعت حرباً بين السويد وروسيا على عدة جبهات، نتج عنها إنشاء دوقية فنلندا الكبرى في 29سبتمبر عام 1809، دوقية ذاتية الحكم ضمن الإمبراطورية الروسية، وذلك بعد ضم مناطق كانت روسيا قد اقتطعتها من السويد في القرن الثامن عشر، ومارست روسيا سياسة ( ترويس) فنلندا، ولكنها واجهت مقاومة فنلندية أفضت في نهاية المطاف إلى إعلان استقلال فنلندا عام 1917، وذلك بعد نجاح الثورة البلشفية الشيوعية في روسيا، حيث أعلن البلاشفة في 15نوفمبر عام 1917 ” حق تقرير المصير العام”، بما في ذلك الحق في الانفصال الكامل «لشعوب روسيا»، وعلى ضوء ذلك أصدر البرلمان الفنلندي في نفس اليوم إعلاناً بتوليه مؤقتاً لجميع السلطات السيادية في فنلندا.
حرب الشتاء عام 1939 – الغزو السوفيتي لفنلندا
عندما أحكم ستالين قبضته على السلطة المطلقة في عام 1938، غيّر الاتحاد السوفيتي سياسته الخارجية تجاه فنلندا وبدأ سعيه لاستعادة مقاطعات روسيا القيصرية التي فقدتها خلال فوضى ثورة أكتوبر 1917 والحرب الأهلية الروسية، حيث اعتقدت القيادة السوفيتية أن الإمبراطورية القديمة كان لديها مقدار مثالي من الأمن الإقليمي وأرادت أن تُدعم مدينة لينينغراد، التي تبعد 32 كم فقط عن الحدود الفنلندية، بمستوى أمني مماثل لمواجهة قوة ألمانيا النازية الصاعدة. وفي سبيل توفير أمن لينينغراد، قدم السوفييت مطالب لفنلندا من ضمنها التنازل عن مناطق حدودية شاسعة، ولما رفضت فنلندا ذلك، اخذت الدعاية السوفيتية بالتصعيد ضد القيادة الفنلندية بوصفها «زمرة فاشية فاسدة ورجعية». وفي 30 نوفمبر 1939 بدأت القوات السوفيتية غزوها للأراضي الفنلندية، والتي عرفت بـ “حرب الشتاء” نصبت خلالها حكومة شيوعية موالية للسوفييت (جمهورية فنلندا الشعبية) في مدينة تيريوكي الحدودية الفنلندية (حاليًا زيلينوغورسك، روسيا). واللافت هو حديث وزير الخارجية السوفياتي فياتشيسلافمولوتوف إلى السفير الألماني لدى الاتحاد السوفيتي في 30 نوفمبر “قبل يوم واحد” من إعلان جمهورية فنلندا الشعبية- قائلًا: «هذه الحكومة لن تكون سوفيتية، بل جمهورية ديمقراطية. لن تُنشأ سوفييتات هناك، لكننا نأمل أن تكون حكومة نتوصل معها إلى اتفاق بشأن حماية أمن لينينغراد». انتهت حرب الشتاء بعد ثلاثة أشهر ونصف بمعاهدة موسكوللسلام في 13 مارس 1940، والتي نصت على تنازل فنلندا عن 9% من أراضيها للسوفييت، مع الحفاظ على استقلالها. على الرغم من ذلك، تكبد الاتحاد السوفيتي خسائر فادحة رغم تفوقه العسكري بسبب شدة المقاومة الفنلندية طوال أشهر من القتال، وكذلك على المستوى السياسي، حيث تضررت سمعة البلاد خارجياً، بينما عززت فنلندا سمعتها الدولية، واعتبرت عصبة الأمم الغزو غير قانوني وطردت الاتحاد السوفيتي من المنظمة.
الغزو الألماني النازي للاتحاد السوفيتي (عملية بارباروسا – 1941)
على الطرف الاخر، وخلال الحرب العالمية الثانية، شجع الأداء الضعيف للجيش الأحمر في الحرب على فنلندا، الزعيم النازي أدولف هتلر في غزو الاتحاد السوفيتي، واعتقاده أن الهجوم سيُكلل بالنجاح، وبدأت القوات الألمانية غزو الأراضي السوفيتية في 22 يونيو 1941 بمشاركة أكثر من 4 مليون جندي من قوات المحور، تكبد السوفييت خسائر فادحة للغاية، ومع ذلك لم يسقط الاتحاد السوفييتي كما توقعت القيادة النازية والقادة العسكريون الألمان. وفي منتصف أغسطس 1941، اشتدت المقاومة السوفييتية، الأمر الذي أدى إلى إخراج الألمان من جدولهم الزمني لكسب الحرب بحلول خريف عام 1941. وبحلول أواخر سبتمبر 1941 وصلت القوات الألمانية إلى بوابات مدينة لينينجراد الروسية (المعروفة اليوم باسم سانت بطرسبرج)، واستولوا على عدة مدن سوفيتية أخرى، حتى وصلوا إلى ضواحي موسكو في أوائل ديسمبر. لكن بعد شهور من الحملات العسكرية، تم استنزاف الجيش الألماني، وتوضح للقيادة النازية بعد فوات الاوان، عدم صحة توقع انهيار سريع للاتحاد السوفيتي قبل حلول فصل الشتاء، إذ لم تكن القوات الألمانية مُجهزة لحرب الشتاء، لم يكن لديهم ما يكفي من الغذاء والأدوية والألبسة، ونتيجة لذلك، أصبحت القوات الألمانية – الممتدة على طول 1000 ميل من الجبهة الشرقية، عرضة للهجوم السوفييتي المضاد، وقد تسببت الهجمات السوفيتية المضادة في ديسمبر 1941 بوقوع خسائر كبيرة بين الجانبين، ولكن تمكنت من دفع خطر سقوط موسكو، وأدى هذا إلى عودة الألمان من موسكو في حالة من الفوضى، وصولاً إلى عام 1945 حيث الهزيمة الكاملة لألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
الصراع الروسي – الغربي (المسرح الاوكراني 2022 – 2023)
للاتحاد الروسي مجموعة أهداف إستراتيجية وتطلعات توسعية مشابه من حيث المبدأ لما كان عليه الحال خلال الفترات السابقة: القيصرية – الإمبراطورية – السوفيتية، مدفوعة بنزعة (ميسيانية) واضحة تجاه مناطق المجال الحيوي لروسيا، والتي عبرت موسكو عنها بعقيدة ” العالم الروسي” للسياسة الروسية الخارجية في عام 2022.
ولا شك أننا نرى أجزاء من سيناريو غزو السوفييت لفنلندا يتكرر حالياً في سيناريو غزو الاتحاد الروسي لأوكرانيا، وربما تتكرر بعض النتائج أيضاً. فالاتحاد الروسي يرى بالمناطق الأربعة (خيرسون – زاباروجيا – دونيتسك – لوغانسك) شمال أوكرانيا، بالإضافة لشبه جزيرة القرم، عمقاً إستراتيجياً لروسيا، ومنطقة (حاجزة) بين موسكو وكييف، وكذلك السعي لجعل أوكرانيا (ما بعد الحرب) دولة ضعيفة محايدة و(دولة حاجزة) بين الاتحاد الروسي والاتحاد الأوروبي، مثلما رأت الإمبراطورية الروسية بـ “دوقية فنلندا” حاجزاً بينها وبين السويد. وعلى مستوى الخسائر، تتعرض روسيا لخسائر مادية وعسكرية وبشرية فادحة قد تستمر تداعياتها لسنوات مقبلة، كما حدث للسوفييت في أفغانستان، وألمانيا النازية في الاتحاد السوفيتي. بالإضافة إلى تراجع سمعة روسيا دولياً، كما حدث معها سابقا في غزو فنلندا عام 1939، والأخطر من ذلك ربما يحدث ايضاً، وهو محاولات إخراج روسيا من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن وغيرها من المؤسسات والمنظمات الدولية، وذلك من خلال تحرك دولي مُنظم وواسع النطاق ضد موسكو، مثلما جرى إخراجها من عصبة الأمم عام 1939، ومن بين الأشياء التي قد تسعى اليها الولايات المتحدة وحلفائها: (تجريم بوتين – وأعضاء الحكومة والمقربين منه) دولياً.
من المؤكد أن الغزو الروسي لأوكرانيا لم يحقق كامل أهدافه مع قرب انتهاء عام 2022، ولكن يبدوا أن موسكو هي التي خرجت مضطرة هذه المرة عن جدولها الزمني لكسب الحرب في أقصر وقت قبل حلول الشتاء، وذلك بسبب شدة المقاومة الأوكرانية ومواصلة حكومة كييف الاستمرار بالقتال ضد الروس. وبالتالي، وجدت موسكو نفسها أمام حرب ستحدد مصيرها في العالم. لا سيما ان رهان كل طرف من الأطراف على الشتاء في تحقيق انتصار حاسم يتزايد مع اقتراب فصل الشتاء. حيث إن رهان موسكو قائم على اندلاع فوضى واضطرابات شعبية في الدول الأوروبية مدفوعة بغلاء الأسعار وشحة موارد الطاقة – وتحديداً الغاز الطبيعي، بعد قطع موسكو غازها عن الدول الأوروبية، أن يحقق لها انتصارا سياسيا، يتمثل في الإطاحة بحكومات أوروبية أو اجبارها على تغيير مواقفها من روسيا بسبب ضغوط شعبية وسياسية مدفوعة بالعامل الاقتصادي.
في مقابل ذلك، رهان الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين قائم على توريط روسيا أكثر في أوكرانيا، على غرار تورط المانيا النازية في غزو الإتحاد السوفيتي عام 1941، وغزو الإتحاد السوفيتي لأفغانستان عام 1979، وأن ذلك السيناريو يحقق انتصارا عسكريا باستنزاف القوات الروسية ومنعها من مهاجمة أي دولة أخرى في المستقبل، وسياسياً من خلال تراجع تأثير موسكو على الساحة العالمية وجعل روسيا منبوذة دولياً، واقتصاديا باستنزاف الاقتصاد الروسي وقطع صلته مع أوروبا وتحميل موسكو كلفة الحرب الباهظة على أوكرانيا.
بعد أحداث عام 2014 وضم روسيا للقرم، لاحظ حلف شمال الأطلسي (الناتو) أن القوات الأوكرانية لم تكن بمستوى قدرات عالية قتاليا مقارنة بالقوات الروسية، وعليه أعاد الناتو تأهيل وتدريب القوات الأوكرانية، ويبدوا أن التدريب شمل أساليب واستراتيجيات حروب مدن وشوارع، تقوم على أساس التشكيلات القتالية خفيفة وسريعة الحركة والدقة في إصابة الأهداف، توفر للقوات الأوكرانية، المدربة جيداً، مرونة عالية في إعادة التشكل ضمن مجموعات من المقاتلين، على أرض المعركة، يقومون بمعالجة الأهداف المُتحركة والثابتة في مهام (هجومية ودفاعية) ضد قوات العدو، على طريقة: (أضرب وأهرب)، ثم تحل المجموعات المُشكلة نفسها، للانسحاب سريعا من مسرح المعركة لتجنب الخسائر، واستمرار الزخم القتالي أكبر مدة ممكنة. وتقديري أنه جرى في وقت سابق تزويد الأوكرانيين بأسلحة ومعدات حربية مناسبة لهذا النوع من القتال.
ولذلك عندما بدأت القوات الروسية غزوها للأراضي الأوكرانية، لم تواجه مظاهر عسكرية تقليدية كبيرة، مما شجع الروس لمزيد من الاندفاع داخل الأراضي الأوكرانية، قبل إعادة تقييم خططهم العسكرية. وبتقديري أيضا، أن القيادة الروسية، في بداية الغزو، قدرت الموقف عسكريا، أن عدم مواجهة قوات عسكرية تقليدية، جاء نتيجة للضربات الجوية والهجمات الصاروخية والقصف المدفعي، وبالتالي هو انكسار وتشتت ثم تراجع للقوات المدافعة الى الخطوط الخلفية. ولكن لا يبدوا الأمر كما اعتقد الروس، إذ ان تراجع القوات الأوكرانية إلى خطوط خلفية كان لجعل القوات الروسية تندفع أكثر داخل العمق الأوكراني من جهة، وتقليل حجم الخسائر في صفوف الاوكرانيين من جهة أخرى، ومن ثم تبدأ التشكيلات العسكرية بهجمات سريعة وخاطفة باستخدام أسلحة وصواريخ غربية متطورة، لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف الجيش الروسي. ودليل ذلك، أن الهجمات الأوكرانية ومقاومة المقاتلين أظهرت قدرا عال من المهارة في قتال التشكيلات سريعة الحركة ( أضرب وأهرب) وهذا لا يتم من دون تدريب مكثف، ولذلك استعان الروس بشكل كبير بالقوات الشيشانية التي تمتلك خبرة قتالية في حروب المدن والشوارع، وجلب قوات روسية كانت قد شاركت في عمليات عسكرية على المسرح السوري، إلى مسرح العمليات الأوكراني، فضلاً عن إيقاف القيادة الروسية التقدم البري في بعض الأماكن، واقالة عدد من الضباط والقيادات العسكرية والأمنية خلال المعركة والتغييرات المتصلة في هذا الصدد، ثم دليل اخر هو تعيين الجنرال سيرغي سوروفيكين قائدًا للقوات الروسية في أوكرانيا، حيث كان مسؤولاً عن القوات الروسية في سوريا، ولديه خبرة قتالية في الشيشان، أفغانستان، وطاجيكستان، أي بمعنى اخر، خدم سابقا في مسارح عمليات تميزت بحروب العصابات في المدن والشوارع.
لجوء موسكو لاستخدام المُسيرات الإيرانية (طائرات الدرون) والاستعانة بعسكريين إيرانيين يقومون بتشغيل وتوجيه مُسيرات قتالية في القرم – كما أعلن البيت الأبيض. وكذلك استخدام صواريخ وأسلحة كورية شمالية، بشكل واسع في مسرح العمليات العسكرية، يضع جملة من الاحتمالات والابعاد أطرحها على الشكل التالي:
البُعد العسكري، أن القيادة الروسية لم تكن على استعداد كامل لحرب استنزاف طويلة في أوكرانيا، وبالتالي إن مقاومة القوات الأوكرانية عسكريا وحكومة كييف سياسيا بدعم من الغرب، أفشل الجدول الزمني للعملية العسكرية الروسية، وأجبر الروس على الخروج من جدولهم المحدد سلفا وإعادة تقييم وتعديل الخطط الميدانية، مثلما فعل السوفييت سابقا مع الجيش النازي. ولما استنفذ الروس مواردهم العسكرية أو على وشك حدوث ذلك، أو انهم بدأوا يتحسبون لسيناريو من هذا القبيل، يجبرهم على استخدام خزين أسلحتهم في حرب “غير متكافئة” من شأنها استنزاف القوات والموارد الروسية، لذلك لجأوا لأبرام صفقات شراء أسلحة من إيران وكوريا الشمالية، لتنويع مصادر تسليح الجيش الروسي، للمحافظة على المخزون الاستراتيجي للأسلحة.
ودليل آخر على تجاوز الجدول الزمني، رغم أن المُسيرات الروسية تعد أكثر تطوراً من المسيرات الإيرانية، وجرى استخدامها خلال الحرب لدرجة تنذر بخطر شحة المخزون الروسي، ولتجنب حاجة إخراج مُسيرات روسية داخل الخدمة موزعة في مناطق أخرى في مهام تتعلق بالأمن والمراقبة والدفاع، ضمن حدود الأجواء الوطنية الروسية، من أجل استخدامها في أوكرانيا، فأن القيادة الروسية أدخلت المسيرات الإيرانية بدلاً عن الروسية الى مسرح العمليات القتالية. كما أن موسكو لا تريد استخدام المخزون الاستراتيجي من المسيرات في حرب استنزاف. لاسيما ان كلفة إنتاج المسيرات والصواريخ الروسية أغلى ثمناً من المسيرات الإيرانية والصواريخ الكورية الشمالية، وبالتالي ان استخدام موسكو لمخزونها العسكري في الحرب، لا يعد استنزافا للمخزون الاستراتيجي فحسب، وانما فيه جانب استنزاف اقتصادي كبير لروسيا.
أما البُعد السياسي في ذلك، فإن موسكو تريد الزج بأكبر عدد ممكن من الأطراف بشكل مباشر في حرب أوكرانيا، لمواجهة الولايات المتحدة والغرب، وذلك لتخفيف الضغط عن موسكو والناجم عن العقوبات والمواقف الدولية المناهضة لروسيا والداعمة لأوكرانيا.
دراسة موفقة اسمح لس أن أضيف عاملا مهما في الحرب الاوكرانية الا وهو حرب العملات والهدف الروسي من كسر احتكار الدولار الأمريكي كاملة دولية وحيدة وهذا هدف روسي سنراتيجي ومن النتائج غير المياشرة لهذه الحرب أصبحت العديد من الدول التعامل بعملاتها المحلية بالتعامل التجاري مع الدول الأخرى ويمكن أن نعتبر دولا كثيرة استفادت من القرار الروسي باستخدام الروبل الروسي في عمليات البيع مثل الصين وتركيا والعديد مت دول العالم
سرمد عبد الكريم
دراسة موفقة اسمح لس أن أضيف عاملا مهما في الحرب الاوكرانية الا وهو حرب العملات والهدف الروسي من كسر احتكار الدولار الأمريكي كاملة دولية وحيدة وهذا هدف روسي سنراتيجي ومن النتائج غير المياشرة لهذه الحرب أصبحت العديد من الدول التعامل بعملاتها المحلية بالتعامل التجاري مع الدول الأخرى ويمكن أن نعتبر دولا كثيرة استفادت من القرار الروسي باستخدام الروبل الروسي في عمليات البيع مثل الصين وتركيا والعديد مت دول العالم
سرمد عبد الكريم