أعلن قصر باكنغهام عن وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن عمر يناهز الـ 96 عاماً. وقال القصر في بيان رسمي ” في سلام، أسلمت الملكة الروح في بالمورال بعد منتصف اليوم”.
وبوفاة إليزابيث الثانية، سيقود الأبن الأكبر تشارلز، ولي العهد أمير ويلز السابق، البلاد في حالة الحداد. ويأتي تشارلز، أكبر أبناء الملكة الراحلة، في الصدارة لقيادة البلاد ملكا ورأس 14 دولة في اتحاد الكومنولث.
وقال الملك الجديد إن “لحظة وفاة والدتي الحبيبة، جلالة الملكة، من أكثر اللحظات حزنا لي ولكل أعضاء عائلتي”. وأضاف: “بعميق الأسى ننعى رحيل ملكة محبوبة وأُمٍّ غالية. وإني لأعلم أن الحزن على رحيلها سيعمّ بريطانيا ودول اتحاد الكومنولث، وسيشعر به عدد لا يحصى من البشر حول العالم”. وجاءت الوفاة وسط حضور أبنائها الأربعة، بمن فيهم الأمير تشارلز.
وتولت إليزابيث الثانية العرش في عام 1952 وباتت أطول ملوك بريطانيا جلوسا على العرش، متجاوزة في ذلك الملكة فيكتوريا. وشهد عصرها نهاية الإمبراطورية البريطانية في الخارج. وكانت رمزاً للاستقرار في عالم متغير.
وكانت الملكة الراحلة جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمع البريطاني، حيث ملكت قلوب الشعب البريطاني فهي واضبت طوال مسيرتها أن تكون قريبة من شعبها، وشهد عصرها تغيرات اجتماعية هائلة.
منذ الصغر كانت تُعرف في العائلة بـ ” وريثة العرش”. خلال فترة الحرب مع ألمانيا النازية قضت إليزابيث وشقيقتها الصغرى، الأميرة مارجريت، كثيرا من أوقات الحرب في قلعة وندسور بعد أن رفض والداهما اقتراحات بإجلائهما إلى كندا. وبعد بلوغها سن الثامنة عشرة، أمضت إليزابيث خمسة أشهر في تعلم مهارات ميكانيكا السيارات الأساسية والقيادة. وقالت لاحقا “بدأت أفهم روح الجماعة التي تزدهر في مواجهة الشدائد”.
وخلال الحرب، تبادلت الرسائل مع ابن عمها الثالث، فيليب، أمير اليونان، الذي كان يخدم في البحرية الملكية. ازدهرت علاقتهما الرومانسية وتزوجا في كنيسة وستمنستر في 20 نوفمبر 1947، وحصل الأمير على لقب دوق إدنبرة. وصفته إليزابيث لاحقا بأنه “قوتي وبقائي” خلال 74 عامًا من الزواج، قبل وفاته في عام 2021، عن عمر يناهز 99 عاما.
وولد ابنهما الأول تشارلز عام 1948 وتلته الأميرة آن، عام 1950، ثم الأمير أندرو، عام 1960، والأمير إدوارد، عام 1964. وقد أنجبوا جميعا لأبويهم 8 أحفاد، أنجبوا بدورهم 12 نجلا.
الأميرة إليزابيث، كانت في كينيا عام 1952، تمثل الملك الذي كان مريضا، عندما أخبرها فيليب بالنبأ العاجل بوفاة الملك، فعادت فورا إلى لندن بوصفها الملكة الجديدة.
وتوجت إليزابيث، في ويستمنستر أبي، في الثاني من يونيو/ حزيران، عام 1953، بينما كانت في عمر 27، وشاهدها عبر شاشات التلفزة، عدد قياسي من المشاهدين وقتها، قدر بأكثر من 20 مليون مشاهد.
وخلال عقود شهدت تغييرات متتالية، بينها انتهاء الإمبراطورية البريطانية، عبر البحار، وحقبة الستينيات التي شهدت تغييرات حاسمة، في داخل المملكة المتحدة.
رحيل ملكة القلوب!
تتقدم أسرة صحيفة جي فوكس الدولية، وشركة جي فوكس البريطانية (G-FOCUS LTD ) بخالص العزاء والمواساة للعائلة البريطانية المالكة والشعب البريطاني والعالم أجمع في وفاة جلالة الملكة إليزابيث الثانية.