Site icon مجلة جي فوكس

الرئيس الروسي يقول ان عهد أحادية القطبية أنتهى.. وقائد الجيش البريطاني يدعو لحشد القوات لمواجهة برية مع روسيا

 

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب له أمام منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، الذي عقد بتأريخ 17 يونيو/ حزيران 2022″ أن العالم يمرّ بمرحلة تغيير جذري، وأن ما بعد الحرب في أوكرانيا لن يكون كما قبلها، مؤكداً على أن عهد أحادية القطب انتهى، وأضاف ان بلاده قوية وذات سيادة، وهاجم بوتين الولايات المتحدة بقوله إنها تعتبر نفسها مبعوثة العناية الإلهية.

وأضاف الرئيس الروسي: ” إن النخب الغربية تتمسك بأشباح الماضي وتعتقد أن هيمنة الغرب الاقتصادية عامل استقرار للعالم”، وقال ايضاً أن الغرب عندما لا يتمكن من السيطرة على من يتمرد عليه يحاول عزله، وان علينا أن نكون مستقلين، فنحن أقوياء ويمكننا مواجهة أي تحد، على حد تعبيره.

ووصف بوتين الاتحاد الأوربي بأنه فاقد للسيادة تماماً في قراراته، مشيراً الى أن الوضع الحالي في أوروبا سيؤدي إلى تصاعد الراديكالية وتغيير النخب الحاكمة في المستقبل.

وخلال كلمة له في احتفال بالكرملين أكد بوتين أن موسكو ستنشر بحلول نهاية العام 2022 صواريخ “سارمات” الباليستية العابرة للقارات، الملقبة بـ “الشيطان”، والتي اختبرت حديثا والقادرة على حمل أكثر من 10 رؤوس حربية ونووية، مضيفاً إن بلاده ستواصل تطوير وتعزيز قواتها المسلحة لمواجهة التهديدات والمخاطر العسكرية المحتملة.

ويأتي تلويح الرئيس الروسي بالتصعيد العسكري خلال كلمته بالكرملين يوم الثلاثاء المصادف 21 يونيو/ حزيران 2022، بالتزامن مع اندلاع ازمة ” حظر عبور السلع”، حيث قيدت ليتوانيا عبور السلع إلى إقليم كالينينغراد الروسي، الأمر الذي رد عليه سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، مؤكداً ان بلاده سترد في أقرب وقت على الحظر الذي فرضته ليتوانيا، وشدد باتروشيف على ضرورة تعزيز حماية الحدود الروسية في ظل التهديدات الجديدة بانضمام فنلندا والسويد إلى حلف الناتو.

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا لن تتوقف عند حدود أوكرانيا، لأن الروس يعتبرون كامل أراضي الاتحاد السوفياتي السابق أراضيهم الخاصة، على حد قوله.

وأضاف زيلينسكي خلال تصريحه للجزيرة القطرية قائلاً: ” أن فشل أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي يعني أن جيران كييف والجمهوريات السوفياتية السابقة الأخرى سوف تتعرض له أيضا”.

 

“حرب مفتوحة تستمر لسنوات”

 

تستمر أجواء التصعيد والحشد العسكري، فقد حذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، من أن الحرب في أوكرانيا قد تستمر لسنوات، وجاء هذا بعد تحذير مشابه لرئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، من أن هناك ضرورة للاستعداد لنزاع طويل الأمد. وقال كل من جونسون وستولتنبرغ إن إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا سيجعل احتمال انتصارها أكبر.

وأكد ستولتنبرغ على ضرورة أن يكون الغرب مستعدا للاستمرار في تقديم الدعم إلى كييف. وقال في حديث أدلى به لصحيفة “بيلد أم سونتاغ” الألمانية إنه ما لم تدعم الدول الغربية أوكرانيا، سيستمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في حربه، كما فعل بعد حربه ضد جورجيا عام 2008 والسيطرة على شبه جزيرة القرم عام 2014.

وأشار أمين عام الناتو إلى أن أوكرانيا تملك فرصا أفضل لدحر الجيش الروسي إذا حصلت على أسلحة حديثة.

بينما وجه قائد الجيش البريطاني، الجنرال باتريك ساندرز، رسالة إلى العسكريين من جميع الرتب والموظفين المدنيين في الجيش نداء حشد للقوات، قائلاً ان عليهم الاستعداد لمواجهة روسيا في ساحة المعركة.

وقال ساندرز في رسالته والتي اطلعت عليها البي بي سي البريطانية، إن غزو روسيا لأوكرانيا يظهر الحاجة “لحماية المملكة المتحدة والاستعداد للقتال والانتصار في حروب على الأرض”.

وأشار إلى أن “العالم تغير منذ 24 فبراير، وهناك الآن ضرورة ملحة لتشكيل جيش قادر على القتال إلى جانب حلفائنا وهزيمة روسيا في المعركة”.

كما حدد ساندرز هدفه المتمثل في “تسريع تعبئة الجيش وتحديثه لتعزيز الناتو وحرمان روسيا من فرصة احتلال المزيد من أوروبا، نحن الجيل الذي يجب أن يعد الجيش للقتال في أوروبا مرة أخرى”، على حد قوله.

من جهته المستشار الألماني أولاف شولتز، أكد على ان بلاده ستستمر في إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا وأنها ستقدم لكييف مساعدات واسعة النطاق، مشيرا إلى أهمية العقوبات المفروضة على روسيا رغم إضرارها بالشركات الألمانية، وفق تعبيره.

وخلال كلمة له في مؤتمر يوم الصناعة، أكد شولتز وقوف برلين بقوة مع ليتوانيا والحلفاء في شرق أوروبا، كما جدد دعم بلاده لطلب السويد وفنلندا الانضمام إلى الناتو.

وحسب بيانات أوكرانية، وصلت أولى قطع المدفعية الثقيلة (مدافع هاوتزر ذاتية الدفع) من ألمانيا إلى أوكرانيا، وذلك بعد نحو 4 أشهر من بدء الحرب.

 

“حرب العقوبات الاقتصادية “

 

خلال كلمته في منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، شدد الرئيس الروسي على أن الحرب الاقتصادية على روسيا محكوم عليها بالفشل منذ البداية، وأن الغرب أضرّ باقتصاده، وهو ما يظهر واضحا في ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة وأوروبا، وقال إن التضخم مرتفع في أوروبا رغم أنها لا تخوض أي حرب.

وفي رده على العقوبات الغربية على بلاده، قال بوتين إن بلاده تخلصت من موجة التضخم، ومنظومتها المالية مستقرة، وهدفها الأساسي اليوم هو زيادة الإنتاج والمعروض واستعادة الطلب، مشيراً إلى حاجة بلاده للمزيد من أدوات الاقتراض لتعزيز الاقتصاد.

وأعرب بوتين عن استعداد روسيا لزيادة صادراتها من الحبوب والأسمدة، وقال إنها سترسل صادرات غذائية إلى أفريقيا والشرق الأوسط. مضيفاً أن موسكو ستتمسك “بسياسة اقتصادية شاملة تتسم بالمسؤولية”.

وفي اجتماع له مع مجموعة ” بريكس” التي تضم كلا من (روسيا – الصين – الهند – البرازيل – دولة جنوب افريقيا) قال الرئيس الروسي ان بلاده تعمل بالتعاون مع دول المجموعة على تطوير آليات بديلة موثوقة للمدفوعات الدولية، مؤكداً استعداد نظام المراسلات المالية الروسي على ربط بنوك الدول الخمس الأعضاء وتوسيع جغرافية استخدام نظام الدفع الروسي (MIR).

وأضاف بوتين: ” يتم العمل على مسألة إنشاء عملة احتياطية دولية على أساس سلة عملات. وكشف عن وجود تنسيق بين دوائر الاعمال الروسية مع مجمعات الاعمال في دول بريكس واتخاذ خطوات سريعة لتطوير البنية التحتية للنقل وإعادة بناء الطرق اللوجستية وانشاء سلاسل انتاج جديدة.

وأوضح ان بلاده تعمل على إعادة توجيه التدفقات التجارية والاتصالات الاقتصادية الخارجية نحو شركاء دوليين موثوق بهم وفي مقدمتهم دول مجموعة بريكس.

من جانبه انتقد الرئيس الصيني شي جين بينغ، العقوبات الغربية معتبراً انها لن تؤدي إلا إلى الكارثة، وحذر خلال حضوره الافتراضي لاجتماع مجموعة بريكس من ان الأزمة الأوكرانية تدق ناقوس الخطر للعالم.

وفي محاولة أوربية لتضمين احتياطات روسيا من الذهب في العقوبات الغربية، أعلنت وزارة المالية الروسية ان احتياطها من الذهب موجودة داخل روسيا ولم يتم نقلها الى الخارج مطلقاً.

“تحضيرات لمرحلة أكثر سوءاً”

 

يقول محلل الشؤون الاستراتيجية في مجلة جي فوكس الدولية ان كل المواقف الواردة من جانب روسيا والغرب تشير الى استمرار موجة التصعيد وان رحى الحرب والصراعات ستنتشر الى مناطق وساحات أخرى، فكلما استمرت الحرب في أوكرانيا، كلما زادت فرص انتقالها الى مناطق ودول مجاورة.

وأضاف: ” ان خارطة الصراع بين الغرب وروسيا لن تقف عند حدود أوربا، بالإضافة الى تداعياتها، فإن انتقالها الى ساحات أخرى من العالم هو أمر محتمل بدرجة عالية، فكل الأطراف المتصارعة تسعى لبناء تحالفات وتكتلات استراتيجية من شأنها إعادة تشكيل النظام العالمي”.

ويضيف محلل الشؤون الاستراتيجية في جي فوكس الدولية، على ما يبدوا ان كل ما يجري الان ليس سوى تحضيرات لمرحلة أشد سوءاً وأكثر تعقيداً. فروسيا تسعى لتفعيل دور مجموعة بريكس ومنظمة شنغهاي في مواجهة الولايات المتحدة والغرب، وتلك الدول هي الأسرع نمواً في العالم وشكلت تلك الكيانات التعاونية بسبب رغبتها بناء نظام دولي متعدد الأقطاب يكون لهم فيه دور كبير.

صحيح، ان كثير من تلك الدول، مثل الصين على سبيل المثال، لا تريد صعوداً عالمياً من خلال الحروب العسكرية، ولكن ما يجري الان على المستوى الدولي، هو بمثابة خيار لا مفر منه لتلك الدول كي تتحرك في سبيل تحقيق أهدافها العالمية، بالتالي سنشهد مواقف تصعيدية منها ومساندة روسيا ضد الغرب.

بينما الولايات المتحدة تشعر بالعجز منذ سنوات، وبالتالي ستعمل على نقل جزءاً كبيراً من أعباء إدارة الملفات الدولية الى حلفائها الاستراتيجيين مثل الاوربيين والبريطانيين وغيرهم، وبالتالي تعمل واشنطن مع حلفائها من خلال شراكاتها الاستراتيجية معهم، وسنشهد تصاعد دور ” بريطانيا العظمى” عالمياً، وأوربا ايضاً، رغم العديد من الازمات الاقتصادية والسياسية التي ستتعرض لها بسبب تداعيات الحرب في اوربا.

Exit mobile version